الجبارين ، ويبدد دول الظالمين ، ويرسي دعائم دولة الحق ، وينشر العدل والقسط ، وقد حاول المعتز تنفيذ تلك السياسة ، حيث أمر سعيد بن صالح الحاجب أن يحمل الإمام العسكري عليهالسلام إلى الكوفة ويضرب عنقه في الطريق ، فاجتهد الإمام عليهالسلام بالدعاء عليه ، فقتل قبل أن ينفذ عزمه (١).
وروى ثقة الاسلام الكليني بالاسناد عن أحمد بن محمد بن عبد الله ، قال : « خرج عن أبي محمد عليهالسلام حين قتل الزبيري : هذا جزاء من اجترأ على الله في أوليائه ، يزعم أنه يقتلني وليس لي عقب ، فكيف رأى قدرة الله فيه ؟ وولد له ولد سماه محمداً » (٢).
وحاول المهتدي العباسي ( ٢٥٥ ـ ٢٥٦ ه ) تنفيذ هذه السياسة ، فهدّد الإمام عليهالسلام بالقتل قائلاً : « والله لأجلينهم عن جديد الأرض » غير أنه قتل قبل تنفيذ هذا الغرض (٣).
ولم يخرج المعتمد ( ٢٥٦ ـ ٢٧٩ ه ) عن هذا الإطار ، فتعرض الإمام العسكري عليهالسلام في زمانه لشتّىٰ أنواع التحديات والضغوط ، وحاول قتل الإمام عليهالسلام لنفس السبب الذي قدّمناه ، وهو الاطمئنان لانقطاع الإمامة دون
__________________
(١) راجع : المناقب لابن شهر آشوب ٤ : ٤٦٤ ، غيبة الطوسي : ٢٠٨ / ١٧٧ ، الخرائج والجرائح ١ : ٤٥١ / ٣٦ ، دلائل الإمامة : ٤٢٧ / ٣٩١.
(٢) أصول الكافي ١ : ٣٢٩ / ٥ باب الاشارة والنص إلى صاحب الدار ، إكمال الدين : ٤٣٠ / ٣ باب ٤٢.
(٣) أصول الكافي ١ : ٥١٠ / ١٦ باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهالسلام ، الإرشاد ٢ : ٣٣٣ ، وراجع : إثبات الوصية : ٢٤٥ ، مهج الدعوات : ٣٤٣ ، المناقب لابن شهر آشوب ٤ : ٤٦٣ ، غيبة الطوسي : ١٧٣ / ٢٠٥ و ٢٣٣ / ١٨٧.