يكون «فعّال» بمعنى صاحب كذا. وجعل منه قوله تعالى : (وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)(١) أي : بذي ظلم.
وقد يستغنى ـ عن ياء النسب أيضا ـ ب «فعل» بمعنى صاحب كذا ، نحو «رجل طعم ولبس» أي : صاحب طعام ولباس ، وأنشد سيبويه رحمهالله تعالى :
١٢٦ ـ لست بليليّ ولكنّي نهر |
|
لا أدلج اللّيل ولكن أبتكر (٢) |
__________________
(١) الآية ٤٦ من سورة «فصلت أو السجدة» وهي «مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ». وإنما جعل قوله تعالى : «بظلام» بمعنى «فعّال» الدال على النسبة ، لأن جعله صيغة مبالغة ـ على المعنى الأصلي ـ يوهم ثبوت أصل الظلم لربنا ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
(٢) قائله : غير معروف. ليلىّ : نسبة إلى الليل أي صاحب عمل في الليل. نهر : بمعنى نهاري أي صاحب عمل في النهار. أدلج : من الإدلاج وهو السير ليلا. أبتكر : أسير في أول النهار. المعنى : «لست ممن يعملون في الظلام بعيدا من أعين الناس كاللصوص ... وإنما أعمل ما يشرفني في وضح النهار وأوله».
الإعراب : لست : ليس فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بالتاء ، والتاء اسمها. بليلي : الباء حرف جر زائد ، ليلي : خبر ليس منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. ولكني : الواو استئنافية : لكن حرف استدراك ونصب وياء المتكلم اسمها في محل نصب. نهر خبر لكن مرفوع بالضمة وسكن للروي. لا أدلج : لا نافية. أدلج : مضارع مرفوع بالضمة وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. الليل : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بأدلج. ولكن : الواو استئنافية ، لكن حرف استدراك. أبتكر : مضارع مرفوع بالضمة وسكن للروي : فاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا.
الشاهد : في قوله «نهر» حيث دلّ على أن صيغة «فعل» تستعمل للنسب ويستغنى بها عن يائه.