والذي أشبه المضارع في وزنه فقط «مقام» والأصل مقوم ، فنقلت حركة الواو إلى القاف ، ثم قلبت الواو ألفا لمجانسة الفتحة.
فإن أشبهه في الزيادة والزّنة ، فإما أن يكون منقولا من فعل ، أو لا ، فإن كان منقولا منه أعلّ كيزيد ، وإلّا صحّ كأبيض وأسود.
* * *
ومفعل صحّح كالمفعال |
|
وألف الافعال واستفعال |
أزل لذا الإعلال والتا الزم عوض |
|
وحذفها بالنقل ربّما عرض |
* * *
لما كان مفعال غير مشبه للفعل استحق التصحيح كمسواك ، وحمل مفعل عليه ؛ لمشابهته له في المعنى فصحح كما صحّح مفعال كمقول ومقوال.
وأشار بقوله : «وألف الإفعال واستفعال أزل ـ إلى آخره» إلى أن المصدر إذا كان على وزن إفعال أو استفعال ، وكان معتلّ العين ، فإن ألفه تحذف لالتقائها ساكنة مع الألف المبدلة من عين المصدر ، وذلك نحو «إقامة واستقامة» ، وأصله «إقوام واستقوام» ، فنقلت حركة العين إلى الفاء ، وقلبت الواو ألفا لمجانسة الفتحة قبلها ، فالتقى ألفان ، فحذفت الثانية منهما ، ثم عوّض منها تاء التأنيث ، فصار إقامة واستقامة ، وقد تحذف هذه التاء كقولهم : «أجاب إجابا» ومنه قوله تعالى : (وَإِقامِ الصَّلاةِ)(١).
__________________
(١) آية ٣٧ من سورة النور «رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ ...».
ورد تصحيح إفعال واستفعال وفروعهما في ألفاظ منها أعول إعوالا واستحوذ استحواذا وهو سماعي ، وقيل لغة فصيحة يقاس عليها.