والثاني : حذف لامه ، ونقل حركة العين إلى الفاء ، نحو «ظلت» (١).
والثالث : حذف لامه ، وإبقاء فائه على حركتها ، نحو «ظلت».
وأشار بقوله : «وقرن في اقررن» إلى أن الفعل المضارع ، المضاعف ، الذي على وزن يفعلن إذا اتصل بنون الإناث جاز تخفيفه بحذف عينه بعد نقل حركتها إلى الفاء ، وكذا الأمر منه ، وذلك نحو قولك في يقررن (٢) : «يقرن» وفي اقررن : «قرن».
وأشار بقوله «وقرن نقلا» إلى قراءة نافع وعاصم : «وقرن في بيوتكن» (٣) ـ بفتح القاف ـ وأصله اقررن ، من قولهم : «قرّ بالمكان يقرّ» (٤) ، بمعنى يقرّ ، حكاه ابن القطّاع ، ثم خفف بالحذف بعد نقل الحركة ، وهو نادر ؛ لأن هذا التخفيف إنما هو للمكسور العين (٥).
__________________
(١) ذهب بعض العلماء إلى أن المحذوف العين وهذا أفضل من القول بحذف اللام وسيذهب ابن عقيل بعد قليل إلى أن المحذوف في «يقرن ، قرن» العين.
(٢) من قرر بالمكان يقرر ـ كضرب يضرب ـ قرارا وقرورا.
(٣) من آية ٢٣ سورة الأحزاب وهي «وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى ، وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ ، إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً».
(٤) من قرر بالمكان يقرر ـ كعلم يعلم ـ قرارا.
(٥) جاء في لسان العرب «قال الفراء : «قرن في بيوتكن» هو من الوقار ، وقرأ عاصم وأهل المدينة «وقرن في بيوتكن» قال : ولا يكون ذلك من الوقار ولكن يرى أنهم إنما أرادوا «واقررن في بيوتكن» فحذف الراء الأولى وحوّلت فتحتها في القاف ، قال : ومن العرب من يقول : «واقررن في بيوتكن» ، فإن قال قائل وقرن يريد واقررن فتحوّل كسرة الراء إذا سقطت إلى القاف كان وجها ، وقال أبو الهيثم «وقرن في بيوتكن» عندي من القرار وكذلك من قرأ «وقرن» فهو من القرار وقال قررت بالمكان أقرّ ، وقررت أقرّ.