وما بتاءين ابتدى قد يقتصر |
|
فيه على تا كتبيّن العبر |
* * *
يقال في تتعلّم ، وتتنزل ، وتتبين ، ونحوها : «تعلّم ، وتنزّل ، وتبيّن» بحذف إحدى التاءين وإبقاء الأخرى ، وهو كثير جدا ، ومنه قوله : (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها)(١).
* * *
وفكّ حيث مدغم فيه سكن |
|
لكونه بمضمر الرفع اقترن |
نحو حللت ما حللته وفي |
|
جزم وشبه الجزم تخيير قفى |
* * *
إذا اتصل بالفعل المدغم عينه في لامه ضمير رفع سكّن آخره ، فيجب حينئذ الفك ، نحو «حللت ، وحللنا ، والهندات حللن».
فإذا دخل عليه جازم جاز الفك ، نحو «لم يحلل» ، ومنه قوله تعالى : (وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي)(٢) ، وقوله : (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ)(٣) ، والفك لغة أهل الحجاز.
وجاز الإدغام ، نحو «لم يحلّ» ، ومنه قوله تعالى : (وَمَنْ يُشَاقِّ اللهَ)(٤) ـ في سورة الحشر ـ وهي لغة تميم.
__________________
(١) من الآية الرابعة سورة القدر وهي : «تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ».
(٢) من آية ٨١ سورة طه وهي : «كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي ، وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى».
(٣) من آية ٢١٧ سورة البقرة «وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ».
(٤) من الآية الرابعة سورة الحشر «ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ ، وَمَنْ يُشَاقِّ اللهَ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ». وقد وردت في شرح ابن عقيل «ومن يشاق الله ورسوله» بزيادة رسوله.