وما لحقته التاء من هذه الصفات للفرق بين المذكر والمؤنث فشاذ لا يقاس عليه نحو : : «عدو وعدوة ، وميقان (١) وميقانة ، ومسكين ومسكينة».
وأمّا «فعيل» فإما أن يكون بمعنى «فاعل» أو بمعنى «مفعول» ، فإن كان بمعنى «فاعل» لحقته التاء في التأنيث نحو : «رجل كريم ، وامرأة كريمة» ، وقد حذفت منه قليلا ، قال الله تعالى : (مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ)(٢). وقال الله تعالى : (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)(٣) وإن كان بمعنى «مفعول» ـ وإليه أشار بقوله : «كقتيل» ـ فإما أن يستعمل استعمال الأسماء أو لا ، فإن استعمل استعمال الأسماء ـ أي : لم يتبع موصوفه ـ لحقته التاء نحو : «هذه ذبيحة ، ونطيحة ، وأكيلة ، أي : مذبوحة ، ومنطوحة ، ومأكولة السبع» (٤). وإن لم يستعمل استعمال الأسماء أي بأن يتبع موصوفه ، حذفت منه التاء غالبا نحو : «مررت بامرأة جريح ، وبعين كحيل» أي : مجروحة ومكحولة ، وقد تلحقه التاء قليلا نحو : «خصلة ذميمة» أي : مذمومة ، و «فعلة حميدة» أي : محمودة.
__________________
(١) ميقان : من اليقين : أي لا يسمع شيئا إلا أيقنه وتحقق منه.
(٢) من قوله تعالى : (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ ، قالَ : مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ).
يس (٧٨)
(٣) من قوله تعالى : (وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها ، وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً ، إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)
الأعراف (٥٥)
والشاهد في الآيتين الكريمتين استعمال «فعيل : رميم ، قريب» بمعنى فاعل دون أن تلحقها التاء وذلك قليل ، وقيل : إنهما بمعنى : مفعول أي مرمومة ومقربة فهي ليست من القليل.
(٤) إن استعمل استعمال الأسماء فلم يتبع موصوفه لحقته التاء تمييزا للمذكر من المؤنث ، أما إن تبع موصوفه ، فالموصوف يحدد نوعه فلا حاجة للتاء.