من الهمزة ، وأما قلبت الهمزة واوا ثم قلبت الواو تاء وصرف منها فعل يفعل كما قالوا : اتلج يتلج أولج يولج فقلبوا التاء من الواو وصاغوا الفعل منه كما صاغوه من الواو والدليل على هذا أن أبا زيد الأنصاري حكى تخذ يتخذ وقال الشاعر :
وقد تخذت رحلي إلى جنب غررها |
|
نسيفا كافحوس القطاة المطرق |
وقال أبو زيد : يقال : اتخذنا مالا فنحن تخذه اتخاذا وقد ائتخذنا في القتال نأتخذ ائتخاذا بمعنى اتجهنا ، وهو أيضا عندي بمنزلة تتخذنا وأصله من الواو من واجه بعضنا بعضا وصيغ الفعل من تاء مقلوبة من واو وأنشد أبو زيد :
قصرت له القبيلة إذا تجهنا |
|
وما ضاقت بشدته ذراعي |
وقال الأصمعي : تجهنا فقول الأصمعي في تجهنا يحتمل أن يكون على إسقاط التاء الأولى والقبيلة اسم فرسه وقال صخر الغي :
تجهنا عاد بين فساد الفتى |
|
بواحدها وأسلها تليدي |
قال الفراء : مما يدلك أنهم أرادوا الفرق بين وزنت والدال وأخواتها أين وجدت الذين يقولون : يتزن من كلامهم ياتزن وياتسع لك الطريق ويتزن ، وإنما أرادوا أن لا يوافقوا يترك وأنشد :
وايتصلت بمثل فنو الفرقد
وقد ذكرنا فساد ما ذكره من طلب العرب الفرق بين حيزين.
وقال الفراء : إنما قالوا : اتصلت فاتزنت فخلفوا الواو بالتاء وهي بعيد أنهم وجدوا الواو تسقط في يزن وتزن وتسقط في زنة فأحبوا أن يبنوا الفعل على النقص فلما جاءت تاء الافتعال ، ويلزمها الحركة فلم يجدوا بدا من حرف يسكن قبلها ليخرج وزن افتعلت صحيحا ، ومن شأنهم سقوط الواو وزادوا على التاء تاء ساكنة كما قالوا من وعن وكما قالوا الذي فزادوا على اللام متنها وأن الذين خلطوا فبدلوه مرة بالألف في ياتسع ومرة يتسع فإنهم قالوا في التاء والألف والنون بالكسر فلما لم يكسروا الياء جعلوا الواو تابعة لفتحة الياء من يفعل والذين قالوا : يتسع فإنهم أرادوا أن يخرجوا الياء صحيحة فكرهوا أن يعودوا إلى الواو ، وقد أسقمت فردوه إلى الياء بناء على التاء والألف والنون.
قال أبو سعيد ـ رحمهالله ـ : هذا الذي ذكره الفراء مذهب تفرد به والبصريون يدفعون أصل المذهب والحجة التي احتج بها ، وأصل المذهب أن الفراء يقول : أن التاء الأولى من اتزنت واتصلت لا أصل لها في الكلمة وأنها ليست مبدلة من واو وصل ووزن