(يريد يأتيني ، وينسأني ، كما قال أكرمن وأهانن).
قال : " وأما ياء هذا قاضي وهذان غلاماي ورأيت غلامي ، فلا تحذف لأنها لا تشبه ياء هذا القاضي لأن ما قبلها ساكن ، ولأنها متحركة كياء القاضي في النصب ، فهي لا تشبه ياء هذا القاضي ولا تحذف في النداء إذا وصلت كما قلت يا غلام أقبل ، لأن ما قبلها ساكن ، فلا يكون للإضافة علم".
قال أبو سعيد : جملة الأمر ، إذا كانت ياء المتكلم لا كسرة قبلها لم يجز فها ، لأن الذي يحذفها إذا كان قبلها كسرة يكتفي بدلالة الكسرة عليها ، فإذا حذفت هي والكسرة لم يجز لأن لا دلالة عليها في وقف ولا وصل.
قال : " ومن قال هذا غلامي فاعلم ، وإني ذاهب لم يحذف في الوقف لأنها كياء القاضي في النصب وإنما لم يحذفوا الياء إذا تحركت لأنها إذا تحركت قويت وصار كالحروف غير المعتلة".
قال : " ولكنهم مما يحذفون الهاء في الوقف ، " أي يلحقون ، " فيبنون الحركة ، كقولك : ما ليه وحسابيه ، فإذا كان في النداء حذفت متحركة كانت أو غير متحركة ، كقولك : يا غلام أقبل ، وهذا مبين في النداء.
قال : " وأما الألقاب التي تذهب في الوصل فإنها لا تحذف في الوقف ، لأن الفتحة والألف أخف ، ألا تراهم يفرون إلى الألف من الياء والواو إذا كانت العين قبل كل واحدة منهما مفتوحة ، وفروا إليها في قولهم : قد رضا ونها.
قال الشاعر زيد الخيل :
أفي كلّ عام مأتم تبعثونه |
|
على محمر ثويتموه وما رضا (١) |
أراد : ما رضي.
" وقال طفيل الغنوي :
إنّ الغوي إذا نها لم يعتب
أراد ما ينهي.
ويقولون في" فخذ"" فخذ" وفي" عضد"" عضد" ، ولا يقولون في جمل جمل لا يخفّفون ، لأن الفتح أخف عليهم والألف ، فمن ثمّ لم تحذف الألف إلّا أن يضطّر شاعر
__________________
(١) انظر ديوانه ٢٥ ، النوادر ٨٠ ، الشعر والشعراء ١٥٨ ، خزانة الأدب ٣ / ١٤٨.