وإنما ذكر سيبويه الملك والاستحقاق ، لأن بعض ما تدخل عليه اللام لا يحسن أن يقال إنه يملك ما أضيف إليه ، وبعضه يحسن. فأما الذي يحسن فقولك : " دار زيد" المعنى" ملك الدار لزيد" ، والذي لا يحسن أن تقول زيد صاحب الدار ، والله رب الخلق ورب للخلق ، فالخلق يستحقون أن يكون الله ربهم ، ولا يقال إنهم يملكون ، ولا يقال أن الدار مالكة لصاحبها ، وهذه اللام تسمى لام الإضافة.
قال : " وياء الجر إنما هي للإلزاق والاختلاط ، وذلك قولك : " به داء" ودخلت به وضربته بالسوط ، ألزقت ضربك إياه بالسوط ، فما اتسع من هذا في الكلام فهذا أصله".
قال أبو سعيد : وإنما قال هذا لأنه قد يستعمل بالباء ما لا يكون إلزاقا كقولك : مررت بزيد ولم يلتزق المرور به ، وإنما تريد أن المرور قد التزق بالموضع الذي يقرب منه ويقع فيه مشاهدته والإحساس به.
قال سيبويه : " والواو التي تكون للقسم بمنزلة الباء ، وذلك قولك : والله لا أفعل ، والتاء التي في القسم بمنزتها وهي تالله لأفعلن ، والسين التي في قولك : سيفعل ، وزعم الخليل أنها جواب قوله لن يفعل ، وألف الاستفهام ولام اليمين التي في لأفعلن".
وهذه الحروف كلها حروف غير أسماء ، وكاف التشبيه هي حرف في الأصل وإن كانت استعملت اسما بمعنى مثل في بعض المواضع. وذكر بعض الناس وزيادة على ما ذكره منها الميم في م الله والتنوين والنون الخفيفة ، وهذه حروف مفردة ، وهذا الذي ذكره الذاكر ليس فيه استدراك ، لأن سيبويه إنما يدخل التنوين والنون في أوائل الكلم عليها ، ولا يدخل في ذلك التنوين وإنما يدخل التنوين والنون الخفيفة والتاء التي للتأنيث فيما يلحق آخر الكلمة. وأمام الله فبعض يقول إنما من حذفت منها النون ، وبعض يقول إنها الميم من يمين ، وبعض يقول إنها الميم من أيم الله وتضم فيقال م الله. ثم ذكر ما كان على حرف مما هو اسم وغير اسم يلحق آخر الكلمة ، فمن ذلك الكاف في رأيتك وغلامك والتاء التي في فعلت وذهبت والهاء التي في عليه ونحوها وذلك كله أسماء.
قال : " وقد تكون الكاف غير اسم ولكنها تجيء للمخاطبة ، وذلك نحو كاف ذاك ، فالكاف هاهنا بمنزلة التاء في فعلت فلانه ونحو ذلك. والتاء تكون بمنزلتها وهي التاء في أنت".
فهذه حروف ، أعني الكاف في" ذاك" ، والتاء في" فعلت" وفي" أنت" قال : " واعلم