طريق اللحمية. وأما (١) طريق المخية والشحمية فقصور وبرد. والمخ يشبه المنى من وجه ، ومخ الصبى دم صرف ، ومخ الشباب (٢) أشد دموية من مخ الشيخ. والمخ دعامة للعظم ، وفضل من غذائه ينعصر (٣) إلى داخله. وأقول : وغذاء له أيضا وليس بين القولين خلاف. فإن فضل الغذاء إذا كان فضلا من جهة الكم ، جاز أن يعود عند الحاجة غذاء ، فلا ينبغى أن يشنع الطبيب كل الشناعة لذلك. وهو بالجملة دم استحال إلى مشاكلة ما لطباع العظم.
الحيوان الذي لا (٤) تحتاج عظامه إلى دعامة كبيرة لغلظه وضيق تجويفه يقل فيه المخ مثل الأسد ، ويعين على ذلك حرارة مزاجه ، والحيوان (٥) الذي لا عظم له لا مخ له إلا نخاعه المحيط به شوك. والنخاع (٦) وإن كان منبت الأعصاب ، فمن منافعه دعامة الفقار ، الذي من منافعه دعامة البدن. فكما (٧) أنه ليس كل منفعة الفقار (٨) وقاية النخاع ، بل كونه منبتا (٩) للعظام التي تدعم البدن ، كذلك لا ينبغى أن يتعجب الطبيب فيظن أن كون النخاع منبتا للأعصاب يمنع أن يكون من منافعه كونه (١٠) دعامة للفقار. وقد يظن باتصال النخاع بالدماغ أن طبيعتهما واحدة وأن مزاج النخاع يستفاد (١١) من مزاج الدماغ ، وإنما يغلط (١٢) في ذلك اتصاله به ونباته منه. وليس كذلك ، فإن الدماغ بارد المزاج جدا حتى في اللمس ، وأما النخاع فإن مزاجه حار ، ولذلك هو دسم دهنى ، وإنما استفاد مزاجه من القلب ، واستفادته (١٣) استفادة قوية ، إلا أنه يتعدل بحيث لا يجف بسبب اتصاله بالدماغ واستقائه (١٤) من (١٥) البرد والرطوبة.
قال المعلم الأول : ويظنون أن جوهر الدماغ حساس وله حس لمس ، وليس كذلك ، بل هو كالمخ الذي في العظام.
__________________
(١) وأما : + من د ، سا ، ط ، م.
(٢) الشباب : الشبان سا ؛ الشاب ط.
(٣) ينعصر : فيعصر م.
(٤) لا : ساقطة من ب.
(٥) والحيوان : الحيوان ب ، ط ، م.
(٦) والنخاع : النخاع م.
(٧) فكما : وكما ب
(٨) الفقار : ساقطة من م
(٩) منبتا : مبدأ م.
(١٠) كونه : وكونه ب ، م.
(١١) يستفاد : مستفاد ط ، م
(١٢) يغلط : يغلظ سا.
(١٣) واستفادته : واستفاده د ، سا ، ط.
(١٤) واستقائه : واستفادته ط ؛ واستيفائه طا
(١٥) من : منه د ، سا.