العامة (عامر). ومن الوقائع المتداولة على ألسنتهم ان علي بك ابن سلطان رئيسهم القديم حارب رئيس عبادة (مكن بن جعفر) فانتصر عليه رئيس عبادة. ويذكرون ان ذلك كان في الحجاز ، والظاهر انه جرت واقعة تغلب فيها عبادة على ربيعة في العراق. لأن (عبادة) موطنهم في العراق قبل أيام علي بك كما ان ربيعة يرجع عهدهم إلى أمد بعيد جدا ... ثم يذكرون ان الامير نجا بحيلة ثم تمكن من الحصول على حصانه المسمى (حردان) فركبه وشق صفوف القوم ونجا بنفسه ، ثم بعد مدة استكملوا العدة فهاجم أمير ربيعة عبادة أيام رئيسهم مكن بن جعفر فكانت الغلبة لرئيس ربيعة ...
وبهذه الواقعة قويت شوكتهم ، ثم وقعت بينهم وبين المنتفق حروب ، وكان سكن ربيعة في البرس في الجزيرة قرب سوق الشيوخ (غير البرس الذي هو قرب ذي الكفل (ع) ومكانه قرب مرقد السيد أحمد الرفاعي). وشاع المثل عن المنتفق (اليريد البرس ما ينزل بشادي). أي الذي يتطلب (البرس) وهو البرج القديم الموجود في المنتفق لا ينزل في أراضي شادي في أنحاء الكوت ... والوقائع أمثال هذه في الغالب تستند إلى المحفوظ ويدخلها النقص والزيادة ، والتهويل ، والاغراق. فلا يعول على الكثير منها إلا أن تذكر مجردة عن كل ما يحوطها ... ومنها ما يتحاشى من ذكره حذر أن يولد البغضاء ، أو يهيج كوامن الاحقاد فلم نورد إلا ما قدم عهده ، وليس فيه أثر على القوم اليوم ... وإنما يقص من الجانبين كتاريخ تقادم عهده ...
وأما الوقائع التاريخية فإنها تشير إلى المشادة بين ربيعة وعبادة والحرب سجال بينهما وبين خفاجة والمنتفق ... فاننا نكتفي بما أوردنا منها في (تاريخ العراق بين أحتلالين) وننقل هنا ما جاء في بعض التواريخ عن أوصاف العشيرة قال البسام :
«ربيعة كرام الطبيعة ، ذوو القباب الرفيعة ، والاكف المنيعة ، منازلهم من واسط إلى بغداد ، وقد عمرها السخاء وشاد ، افتخروا على أمثالهم ، وقصر كل نوال عن نوالهم ، سقمانهم ألفان ، وفرسانهم مائة وعشرون» ا ه.