توالى ورودها ، وتكاملت وكأن جزيرة العرب مالت إلى أنحاء العراق ، وجدتها مفتحة الابواب. ويتخلل هذه عشائر قحطانية من زبيدية وحميرية عاشت معها ، واكتسبت أوضاعها إلا أن الأكثرية الساحقة عدنانية. ويطلق عليها (عشائر المنتفق).
وأصل المنتفق اسم جد ومعناه الداخل في النفق تسمت به العشائر المتفرعة عنه. والمنتفق هو ابن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر ابن صعصعة (١) وهو جد عشائر المنتفق أو تتصل به بقربى ووشائج ... وربما اتصلت بالمكان واشتركت بالدم والمصيبة فصارت بعض العشائر داخلة في عدادها وان كانت ليست منها. ومن ثم صار المنتفق يطلق على من حل اللواء. وكذا صار يقال لنفس اللواء (المنتفق).
وكان المؤرخ المولوي قد وصفها بالنظر لاوضاعها في أوائل المائة الثانية عشرة للهجرة وما قبل ذلك فقال :
«ان عربان المنتفق أصل الفتن والاضطرابات في بغداد والبصرة. فهم جمرة الحرب ، وأشجع العربان ، ومنشأ القلاقل ... في رؤوسهم المغافر ، وعلى أبدانهم الدروع الذهبية ، وان خمسة عشر منهم يقابلون ألفا ، اعتادوا الرمي بالقوس على ظهور الخيل ، يلعبون برماحهم في الهيجاء بصورة لا مثيل لها. وفرسانهم نحو أربعة آلاف. فكل واحد منهم بألف. أما طيىء والموالي فهم بالنسبة اليهم كل شيء وقوة ظهرهم الشيخ مانع ، به يصولون ويجولون. وعلى قلتهم لا يوازيهم أحد. فالفارس منهم يهاجم الصفوف دون مبالاة ...» اه(٢).
وعشائر اللواء كلها تحت سلطة (المنتفق) ولكنها لم تكن جميعها من
__________________
(١) لسان العرب ج ١٢ ص ٢٣٨ ، وتاج العروس ج ٧ ص ٨٠ ، واشتقاق الانساب ص ١٢٢.
(٢) (قويم الفرج بعد الشدة) ليوسف عزيز المولوي مخطوط عندي.