يريد : فالعثور والانحطاط أقرب لها من الانتعاش والثبوت. وعن ابن عباس رضى الله عنهما : يريد في الدنيا القتل ، وفي الآخرة التردي في النار (كَرِهُوا) القرآن وما أنزل الله فيه من التكاليف والأحكام ، لأنهم قد ألفوا الإهمال وإطلاق العنان في الشهوات والملاذ فشق عليهم ذلك وتعاظمهم.
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها)(١٠)
دمره : أهلكه ، ودمر عليه : أهلك عليه ما يختص به. والمعنى : دمر الله عليهم ما اختص بهم من أنفسهم وأموالهم وأولادهم وكل ما كان لهم (وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها) الضمير للعاقبة المذكورة أو للهلكة ، لأن التدمير يدل عليها. أو للسنة ، لقوله عزّ وعلا (سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا).
(ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ)(١١)
(مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا) وليهم وناصرهم. وفي قراءة ابن مسعود : ولى الذين آمنوا. ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في الشعب يوم أحد وقد فشت فيهم الجراحات ، وفيه نزلت ، فنادى المشركون : اعل هبل : فنادى المسلمون : الله أعلى وأجل ، فنادى المشركون : يوم بيوم والحرب سجال ، إن لنا عزى ولا عزى لكم ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «قولوا الله مولانا ولا مولى لكم ، إن القتلى مختلفة أما قتلانا فأحياء يرزقون وأما قتلاكم ففي النار يعذبون (١). فإن قلت : قوله تعالى (وَرُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِ) مناقض لهذه الآية. قلت : لا تناقض بينهما ، لأن الله مولى عباده جميعا على معنى أنه ربهم ومالك أمرهم ؛ وأما على معنى الناصر فهو مول المؤمنين خاصة.
__________________
ـ بذات لوث عفرناة إذا عثرت |
|
فالتعس أولى لها من أن يقال لعا |
للأعشى ، أى : ورب مفازة يخاف الجواب : أى كثير السير ، من جبت الأرض : قطعتها بالسير. والدلجة من دلج وأدلج ، وزن افتعل. وأدلج وزن أكرم : إذا سار ليلا. والدلجة : ساعة من الليل ، أى : يخاف المعتاد على السير من سيرها ليلا ، حتى يطلب الجماعات المساعدين له على سيرها ، كلفت نفسي سير المجهول منها ، وعاونني عزمي على سيرها وقت لمعان آلها وهو السراب الذي يرى عند شدة الحر ، كأنه ماء ، مع أن سير الهاجرة أشد من سير الليل ، ثم قال : مع ناقة صاحبة قوة. ويطلق اللوث على الضعف أيضا ، فهو من الأضداد. عفرناة : غليظة. ويقال للعاثر : لعا لك : دعاء له بالانتعاش. وتعسا له : دعاء عليه بالسقوط ، يريد أنها لا تعثر ، ولو عثرت فالدعاء عليها أحق بها من الدعاء لها.
(١) أخرجه الطبري من رواية سعيد عن قتادة قال «ذكر لنا أن هذه الآية. يعنى (بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا) نزلت يوم أحد ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب وقد فشت فيهم الجراحات. الخ» سواء. وله شاهد في البخاري من حديث البراء بن عازب.