قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (٧٤) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧٥) مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ (٧٦) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧٧) تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) (٧٨)
(خَيْراتٌ) خيرات فخففت ، كقوله عليه السلام «هينون لينون» (١) وأما «خير» الذي هو بمعنى أخير ، فلا يقال فيه خيرون ولا خيرات. وقرئ : خيرات على الأصل. والمعنى : فاضلات الأخلاق حسان الخلق (مَقْصُوراتٌ) قصرن في خدورهنّ. يقال : امرأة قصيرة وقصورة ومقصورة مخدرة. وقيل : إنّ الخيمة من خيامهنّ درّة مجوّفة (قَبْلَهُمْ) قبل أصحاب الجنتين ، دل عليهم ذكر الجنتين (مُتَّكِئِينَ) نصب على الاختصاص. والرفرف : ضرب من البسط. وقيل البسط وقيل الوسائد ، وقيل كل ثوب عريض رفرف. ويقال لأطراف البسط وفضول الفسطاط : رفارف. ورفرف السحاب : هيدبه (٢) والعبقري : منسوب إلى عبقر ، تزعم العرب أنه بلد الجن ، فينسبون إليه كل شيء عجيب. وقرئ : رفارف خضر بضمتين. وعباقرى ، كمدائى : نسبة إلى عباقرى في اسم البلد : وروى ابو حاتم : عباقرى ، بفتح القاف ومنع الصرف ، وهذا لا وجه لصحته. فإن قلت : كيف تقاصرت صفات هاتين الجنتين عن الأوليين حتى قيل : ومن دونهما؟ قلت : مدهامّتان ، دون ذواتا أفنان. ونضاختان دون : تجريان. وفاكهة دون : كل فاكهة. وكذلك صفة الحور والمتكأ. وقرئ : ذو الجلال صفة ، للاسم.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قرأ سورة الرحمن أدّى شكر ما أنعم الله عليه (٣)»
__________________
(١) قوله «هينون لينون» لعله ورد في صفة المؤمنين ومثله قال الشاعر :
هينون لينون أيسار ذوو كرم (ع)
(٢) قوله «ورفرف السحاب هيديه» في الصحاح : هيدب السحاب : ما تهدب منه ، إذا أراد الورق أراد كأنه خيوط. (ع)
(٣) أخرجه الثعلبي والواحدي وابن مردويه باسنادهم إلى أبى بن كعب.