وفي هذا المناخ الساخن نشأ ولده ابراهيم فكان شيخ المغنين ، وشبت ابنته علية بنت المهدي ، فكانت زعيمة الغناء النسائي في العصر العباسي ، وتفرعنت زوجته الخيزران فكان لها الباع الأطول في شؤون السياسة وادارة السلطان.
وبذر أموال الدولة علي الشعراء ، فحينما أنشده مروان بن أبيحفصة :
هل تطمسون من السماء نجومها |
|
بأكفكم أو تسترون هلالها |
أو تدفعون مقالة من ربكم |
|
جبريل بلغها النبي فقالها |
شهدت من الأنفال آخر آية |
|
بثرائهم فأردتم ابطالها |
سمع المهدي ذلك ، زحف من مصلاه حتي صار علي البساط ، وهو يقول : كم بيت هي؟ قال : مائة بيت.
فأمر له بمائة ألف درهم ، وقال له :
«انها لأول مرة أعطيها شاعرا في خلافة بني العباس» (١).
بهذا وأمثاله كانت تساس الدولة في عهد المهدي ، وتبذر الأموال بين أتباعه وشهواته ، أضف اليها تشجيعه الوضاعين الذين يخترعون الأخبار والروايات في ثلب العلويين ، وضمهم اليه بما افتروا من الكذب الصراح علي النبي (صلي الله عليه وآله) (٢).
ولم يكن الامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) في منأي عن شرور الحكم وجرائره ، فقد كابد الكثير في عهد المهدي بما تحدث عنه الرواة ، لا لشيء ،
_________________
(١) ظ : الخطيب البغدادي / تأريخ بغداد ٣ / ١٤٤.
(٢) ظ : المصدر نفسه ٢ / ١٩٣ ، ٦ / ٣٤٦ ، الطبري / تاريخ الأمم والملوك ٦ / ٣٩٧ ، الطبرسي / الاحتجاج / ٢١٤.