الا العداء السافر لآل بيت النبي (صلي الله عليه وآله) والا الخوف المستطير من مكانة الامام والتفاف المسلمين حول زعامته الدينية ، بما عرف عنه من الورع والتقوي ، وما اشتهر من الأثر العلمي العظيم.
ويبدو أن المهدي قد استدعي الامام عدة مرات ، واستقدمه الي بغداد. يقول الأستاذ محمدحسن آلياسين :
«وقد نجح ذوو النفوس الخبيثة في سعيهم لتأزيم الموقف بين الامام والسلطان ، فاستدعي الامام الي بغداد ، وحبس هناك باتفاق المؤرخين مدة من الزمن .. وان استدعاء الامام وحبسه في عهد المهدي قد تكرر أكثر من مرة ... وذكر (القدمة الأولي علي المهدي) دليل علي تعدد القدمات وتكرارها ، وان لم نعرف عددها وملابساتها بالتفصيل» (١).
وقد أشار الرواة الي حادثتين في هذا السياق :
فقد كتب المهدي الي عامله علي المدينة بارسال الامام الي بغداد ، فتجهز الامام للسفر ، والتقي أباخالد (الزبالي أو الرماني) وكان منقبضا ، فقال له الامام : مالي أراك منقبضا؟
قال : كيف لا أنقبض ، وأنت سائر الي هذا الطاغية ، ولا آمن عليك. فهدأ الامام من روعه ، وأخبره أن لا ضير عليه في سفره هذا ، ويبدو أن الامام سجن في هذا الاستدعاء ، قال الخطيب : ولما حبس المهدي موسي بن جعفر ، رأي المهدي في النوم علي بن أبيطالب ، وهو يقول :
(فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم) (٢).
قال الربيع : فأرسل (المهدي) الي ليلا ، فراعني ذلك ، فجئته فاذا هو يقرأ هذه الآية ـ وكان أحسن الناس صوتا ـ وقال علي بموسي بن جعفر ،
__________________
(١) ظ : محمدحسن آلياسين / الامام موسي بن جعفر / ٥٨ وانظر مصادره.
(٢) سورة محمد / ٢٢.