فجئته به ، فعانقه ، وأجلسه الي جنبه ، وقال : يا أباالحسن ، اني رأيت أميرالمؤمنين علي بن أبيطالب في النوم يقرأ علي كذا ، فتؤمنني أن لا تخرج علي أو علي أحد من ولدي؟
فقال : الله ، لا فعلت ذاك ، ولا هو من شأني.
قال : صدقت. يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار ، ورده الي أهله.
قال الربيع : فأحكمت أمره ليلا ، فما أصبح الا وهو في الطريق خوف العوائق (١) وقد روي هذا الخبر في أكثر من خمسة عشر مصدرا بالتفصيل (٢).
وسار الامام (عليهالسلام) ، فالتقي أباخالد في «زبالة» أيضا ، وكان السرور ظاهرا عليه ، فقال له الامام : «ان لهم الي عودة لا أتخلص منها» (٣).
وهناك حادثة تروي في المناقب والبحار بالشكل الآتي :
«لما بويع محمد المهدي دعا حميد بن قحطبة نصف الليل ، وقال : ان اخلاص أبيك وأخيك فينا أظهر من الشمس ، وحالك عندي موقوف!!
قال : أفديك بالروح والمال والأهل والولد.
فلم يجبه المهدي؛ فقال : أفديك بالمال والنفس والأهل والولد والدين.
فقال : لله درك؛ فعاهده علي ذلك ، وأمره أن يقتل الامام الكاظم (عليهالسلام) في السحر بغتة. فنام فرأي عليا (عليهالسلام) ، يشير اليه ، ويقرأ الآية السابقة ... ، فانتبه مذعورا ، ونهي حميدا عما أمره ، وأكرم الكاظم ووصله» (٤).
ولدي المقارنة في ضوء الروايتين نلحظ أن الامام كان سجينا عند الربيع أولا ، وعند حميد بن قحطبة ثانيا ، وعلي هذا فان اعتقال الامام قد حدث مرتين في عهد المهدي بن المنصور ، كما نلحظ أن الامام قد استقدم مرتين
__________________
(١) الخطيب البغدادي / تاريخ بغداد ٣ / ٣٠ ـ ٣١.
(٢) ظ : محمدحسن آلياسين / الامام موسي بن جعفر / ٥٩.
(٣) الشبلنجي / نور الأبصار / ٣٦.
(٤) ابن شهر آشوب / المناقب ٣ / ٤١٧ ، المجلسي / البحار ٤٨ / ١٤٠.