عليه من المدينة الي بغداد ، فاذا علمنا مدي حقد المهدي علي العلويين وشدة بطشه بهم ، كان ما استنتجناه مقاربا للواقع الذي حدث. وهكذا كان شأنه مع أبناء علي بن أبيطالب سجنا وتشريدا وقتلا ، فقد روي الطبري عن يعقوب بن داود وزير المهدي أن المهدي قال له :
هذا فلان بن فلان من ولد علي ، أحب أن تكفيني مؤونته وتريحني منه ، وتعجل ذلك ... قال : قلت أفعل ، قال : فخذه اليك ... وأهدي له جارية حسناء.
قال يعقوب : وبعثت الي العلوي ، فأدخلته وسألته عن حاله ... واذا هو ألب الناس وأحسنهم ابانة ... قال لي : ويحك؛ يا يعقوب؛ تلقي الله بدمي ، وأنا رجل من ولد فاطمة بنت محمد؟ قلت : لا والله ، فهل فيك خير؟ قال ان فعلت خيرا شكرت لك.
فقلت له : أي الطرق أحب اليك؟ قال : طريق كذا ، قلت : فمن هناك من تأنس به وتثق بموضعه؟ قال : فلان وفلان.
قلت : فابعث اليهما ، وخذ هذا المال ، وامض معهما.
واذا الجارية (التي أهديت له) قد حفظت علي قولي ، فبعثت به مع خادم لها الي المهدي ... وبعث المهدي من وقته ذاك فشحن تلك الطرق ... فلم يلبثوا أن جاؤوه بالعلوي بعينه وصاحبيه والمال.
قال يعقوب : وأصبحت من غد ذلك اليوم ، فاذا رسول المهدي يستحضرني ...
فقال : يا يعقوب ، ما حال الرجل؟
قلت : يا أميرالمؤمنين قد أراحك الله منه.
قال : مات؟ قلت : نعم ، قال : والله؟ ثم قال : قم فضع يدك علي رأسي ،
قال : فوضعت يدي علي رأسه وحلفت له به.