يتجلي لنا مصدر علم الامام استقراء وواقعا.
يقول الأستاذ محمدحسن آلياسين :
«وهكذا يتضح أن كتاب الله وسنة رسوله الأكرم (صلي الله عليه وآله) كاناهما المصدرين الحقيقين الوحيدين حصرا وتعيينا لعلم الامام الكاظم ، ودائرة معارفه الكبري الشاملة ، وأن كل ما كان يحمله من فضل وفكر متفرع منهما ، وكان أبوه الامام الصادق ـ وهو بحر العلم وينبوع المعرفة باجماع المسلمين واتفاق الباحثين ـ طريقه الأوحد الي تناول ذلك كله ، وأستاذه الأكبر الذي لم يعرف أستاذا غيره ، وقد تلقي من نميره المتدفق صفو العطاء والرواء ، فكانت حصيلة تلك الأستاذية المثلي وذلك الارث العظيم بروز هذا الانسان الملائكي الفريد ، مجسدا علي الأرض بصورة الامام موسي بن جعفر» (١).
واننا اذ نثبت هذا الأصل ، وهو ثابت بالدليل ، فليس من قبيل التعصب أو المبالغة ، فلسنا منهما في شيء ، وانما هو البحث الموضوعي الخالص لا القول الجزاف ، بل هناك ما هو صريح بالسنة التدوينية لدي الامام ، وفيه ما يحتاج اليه الناس ، بل فيه فوق هذا الانفتاح علي مغاليق الأمور ، وقد أكد الامام الصادق (عليهالسلام) علي هذا الملحظ بقوله :
«ان عندنا ما لا نحتاج معه الي الناس ، وان الناس ليحتاجون الينا ، وان عندنا كتابا من املاء رسول الله (صلي الله عليه وآله) وخط علي (عليهالسلام) ، صحيفة فيها كل حلال وحرام. وانكم لتأتون بالأمر ، فنعرف اذا أخذتم به ، ونعرف اذا تركتموه» (٢).
وأما العلم الموهبي الذي أشار له البحث ، فهو لطف الهي بعيد عن
__________________
(١) محمدحسن آلياسين / الامام موسي بن جعفر / ١٠٣ ـ ١٠٤.
(٢) الكليني / الكافي ١ / ٢٤٢.