فقال : قد يكون سماعا ، ويكون الهاما ، ويكونان معا» (١).
وهذا ما يفسر لنا تلك الانباءات الغيبية المتواترة التي تحدث عنها الامام ببصر قاطع ، وأخبر عن وقوعها فوقعت. فكتب الامام الي الرشيد : «يقول موسي بن جعفر : رسولي يأتيك يوم الجمعة ، ويخبرك بما يري ، وستعلم غدا اذا جاثيتك بين يدي الله من الظالم والمعتدي علي صاحبه».
فأخبر هارون بذلك فقال :
(ان لم يدع النبوة بعد أيام ، فما أحسن حالنا).
فلما كان يوم الجمعة مات الامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) (٢).
وكاخباره عن مدي بعض الأعمار ، وما تبقي منها ، وما أزيد عليها ، بلغة جادة ، فكان ذلك (٣).
وكالتماسه أن يدعو للمفضل وهو في النزع الأخير ، فأخبر بموته قائلا : قد استراح (٤).
وكتعظيمه لأجر بيان بن نافع بأبيه ، واخباره بأنه قبض في هذه الساعة ، فيقي ابن نافع متحيرا ، حتي أتاه الخبر مطابقا (٥).
وكاخباره بمن سيموت في سفره قبل أن يصل الي أهله (٦).
وكاخباره بحضور أجل من وصل عمته فزيد الي أجله عشرين (٧).
وكقوله (عليهالسلام) لعبدالله بن يحيي الكاهلي :
«اعمل خيرا في سنتك هذه ، فان أجلك قد دنا».
__________________
(١) الشيخ المفيد / الاختصاص / ٢٨٦.
(٢) ابن شهر آشوب / المناقب ٣ / ٤٠٩.
(٣) ظ : المجلسي / البحار ٤٨ / ٦٨.
(٤) المصدر نفسه ٤٨ / ٧٢.
(٥) المصدر نفسه ٤٨ / ٧٢.
(٦) ظ : المجلسي / بحارالأنوار ٤٨ / ٣٦.
(٧) ظ : المجلسي / بحارالأنوار ٤٨ / ٣٦.