فما لبث الا يسيرا حتي مات (١).
وكأمره الفوري لعثمان بن عيسي ، وقد نزل هو ورفاقه في منزل ، فأمره أن يخرجوا منه الساعة. فلما خرجوا انهارت الدار (٢).
وكقوله (عليهالسلام) لاسحق بن عمار :
«يا اسحاق تموت الي سنتين ، ويتشتت أهلك وولدك ، وعيالك ، وأهل بيتك ...» فكان كما أخبر (٣).
وكالخبر المستفيض المعروف بدرهم شطيطة ، وهو درهم أرسلته هذه المرأة الصالحة حقا شرعيا للامام ، وقد أخفاه المرسل بيده عن الامام ، ازدراء بقلة المبلغ وتواضعه ، فطالبه الامام بذلك الدرهم عينه ، ووزنه درهم ودانقان ، في الكيس الذي فيه أربعمائة درهم (٤).
وكان هذا كله رصدا لحقائق الأشياء بلمح غيبي لا سبيل معه الي التردد والانكار ، فهو واقع بالفعل.
وقد سئل الامام الصادق (عليهالسلام) عن الامام يعلم الغيب؟
فقال : «لا ، لكن اذا أراد أن يعلم الشيء ، أعلمه الله» (٥).
وقد سئل الامام موسي بن جعفر نفسه : أتعلمون الغيب؟
فقال : قال أبوجعفر (عليهالسلام) : «يبسط لنا العلم فنعلم ، ويقبض عنا فلا نعلم». وقال : «سر الله (عزوجل) ، أسره الي جبرئيل ، وأسره جبرئيل الي محمد (صلي الله عليه وآله) وأسره محمد الي من شاء» (٦).
__________________
(١) ظ : الكشي / الرجال / ٢٨٠.
(٢) الحميري / قرب الاسناد ١ / ١٩٤.
(٣) الكليني / الكافي ١ / ٤٨٤.
(٤) ظ : المجلسي / البحار ٤٨ / ٧٤ وانظر مصدره.
(٥) الكليني / الكافي ١ / ٢٥٣ ، ١ / ٢٥٦.
(٦) الكليني / الكافي ١ / ٢٥٣ ، ١ / ٢٥٦.