فقال الرشيد : أحسنت (١).
وفي هذا السياق أورد الامام موسي بن جعفر عند المهدي العباسي ، في قوله تعالي : (وآت ذا القربي حقه ...) (٢).
قال الامام : ، ان الله تبارك وتعالي لما فتح علي نبيه فداك وما ولاها ، لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب ، فأنزل الله علي نبيه (صلي الله عليه وآله) : (وآت ذا القربي حقه ...) (٣) ، فلم يدر رسول الله (صلي الله عليه وآله) من هم ، فراجع في ذلك جبرئيل ، وراجع جبرئيل (عليهالسلام) ربه ، فأوحي الله اليه : أن ادفع فدك لفاطمة (عليهاالسلام) (٤).
وفي مقام التحذير والانذار اتخذ الامام سبيلا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أورده الامام رفيقا تارة ، وعنيفا تارة أخري ، ليحقق أبعاد هذه الفريضة التي ابتعد عنها الناس ، وهو يسير ذلك ـ مضافا الي التحذير ـ في سياق العبرة والموعظة ، وله في هذا مواقف أغمض التأريخ عنها عينا ، وأضرب عن ذكرها صفحا ، وأكتفي منها بنموذج صريح صارخ ، فيما أورده الشيخ المفيد بسنده : «فقد أدخل الامام علي الرشيد ، فكان مما قاله الرشيد له حين أدخل عليه ، ما هذه الدار؟
قال الامام : هذه دار الفاسقين ، قال الله تعالي : (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وان يروا كل آية لا يؤمنوا بها وان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ...) (٤).
فقال له هارون : فدار من هي؟
__________________
(١) الشيخ المفيد / الاختصاص / ٥٦.
(٢) سورة الاسراء / ٢٦.
(٣) سورة الاسراء / ٢٦.
(٤) ظ : الكليني / الكافي ١ / ٥٤٣ ، المجلسي / البحار : ٤٨ / ١٥٧.
(٥) سورة الأعراف / ١٤٦.