هذه العلوم الجيولوجية والزراعية علوم حديثة لم يصل إليها العلم إلا بعد عصور النهضة بعشرات ومئات السنين :
(وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)
الرعد : ٤
تشير الآية الكريمة إلى علوم الأراضي والبيئة وأثرها على صفات النبات فمن المعروف علميا أن التربة الزراعية تتكون من حبيبات معدنية مختلفة المصدر والحجم والتركيب.
ومن الماء ومصدره المطر ومن الهواء ومن المادة العضوية التي يرجع وجودها إلى بقايا النبات والأحياء الأخرى التي توجد على سطح التربة أو في داخلها وفضلا عن ذلك فتوجد ملايين الكائنات الحية الدقيقة لا ترى بالعين المجردة لصغر حجمها وتختلف أعدادها من عشرات الملايين إلى مئاتها في كل جرام من التربة السطحية الزراعية.
إن النظرة الشاملة لصفات التربة الطبيعية والكيميائية والحيوية إن دلت على شيء فإنما تدل على قدرة الخالق وروعة الخلق فالأرض كما يقول الزراعيون بحق تختلف من شبر إلى شبر.
ومعروف للعلماء أن أي نقص في أحد المواد الأساسية للتغذية يتبعه تغير مميز تظهر أعراضه على النبات ولذلك يعمد الزراعيون إلى تعويض النقص بالتسميد الملائم.
وعوامل البيئة أكثر من أن تحصى ولها أثر ملحوظ على الثمر والإثمار سواء كان النبات متحد الأصل أو مختلف فسبحان من بيده ملكوت كل شيء وهو على كل شيء قدير.
(أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ