وهذه الآية تذكر بوضوح وسابقة لما توصل إليه العلم بعد مئات السنين من أن لكل جرم سماوي مداره الخاص الذي يتحرك فيه وأجرام السماء كلها لا تعرف السكون كما أنها تتحرك في مسارات خاصة هي الأفلاك ونحن نرى هذه الحقيقة ممثلة واضحة في الشمس والقمر.
كما أن دوران الأرض حول محورها يجعل الليل والنهر يتعاقبان
(خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ)
الأنبياء : ٣٧
المقصود بالآيات هي الآيات الكونية الدالة على وجود الله وقدرته وسيكشف العلم عنها تباعا بحكم ارتقاء العقل البشري وذلك في مواعيد موقوتة كلما حل أجل آية أظهرها الله أو يسر الله للبشر للوصول إلى إحدى هذه الآيات.
(أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها أَفَهُمُ الْغالِبُونَ)
الأنبياء : ٤٤
كما ذكر في الآية ٤١ من سورة الرعد
تشير هذه الآية إلى أن الأرض ليست كاملة الاستدارة ولم يتمكن العلماء من قياس أبعاد الأرض بالدقة إلا منذ حوالي ٢٥٠ سنة عند ما قامت بعثة من الأخصائيين في علم المساحة لقياس المسافة الطويلة بين عرضين متساويين في الطول تفصلهما درجة واحدة قوسية وذلك في مختلف أنحاء العالم وتبين هذه القياسات أن نصف القطر الاستوائي يزيد على نصف القطر القطبي بمقدار ٥ ، ٢١ كيلومتر. أي أن الأرض انقصت من أطرافها ممثلة في القطبين ولا يزال النقص مستمر لأطرافها نتيجة لانطلاق جزئيات الغازات المغلفة للكرة الأرضية حينما تزيد سرعة انطلاقها عن قوة جاذبية الأرض لها.
(وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ)
الأنبياء : ٤٧
تشير هذه الآية الكريمة إلى أن حبة الخردل تتناهى في صغر الوزن فقد أثبتت التجارب العلمية حديثا أن الكيلو جرام من حبوب الخردل يحتوي على ٩١٢ ألف