في جميع أنحائها فلا تميد أو تتصدع لأن التوزيع التماثلي على سطح كروي يكاد لا يحدث تأثيرا يذكر.
وقد أثبت العلم الحديث أن توزيع اليابس والماء على الأرض ووجود سلاسل الجبال عليها مما يحقق الوضع الذي عليه الأرض.
وقد ثبت أن الجبال الثقيلة دائما أسفلها مواد هشة وخفيفة وأن تحت ماء المحيطات توجد المواد الثقيلة الوزن ، وبذلك تتوزع الأوزان على مختلف الكرة الأرضية وهذا التوزيع الذي أساسه الجبال دائما قصد به حفظ توازن الكرة الأرضية ولما ارتفعت الجبال حدثت السهول والوديان والممرات بين الجبال وشواطئ البحار والمحيطات والهضاب وكانت سبلا وطرقا.
(وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ) الأنبياء : ٣٢
تقرر هذه الآية الكريمة أن السموات وما فيها من أجرام محفوظة بكيانها متماسكة لا خلل فيها ومحفوظة من أن تقع على الأرض ولم تدرك البشرية معنى أن السماء تعمل كسقف يحمي أهل الأرض من كثير من أهوال الفضاء التي لا تستقيم معها الحياة بحال مثل الشهب والنيازك والأشعة الكونية والتي اكتشف خطرها حديثا.
والسماء هي كل ما علانا تبدأ بالغلاف الهوائي الذي تحتفظ به الأرض بقوة الجاذبية وفوق الغلاف الهوائي أجرام السماء على أبعاد مختلفة تحتفظ بنظام دورانها منذ القدم.
(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)
الأنبياء ٣٣
حتى القرن السادس عشر الميلادي كان الاعتقاد أن الأرض ساكنة لا تتحرك بل أن عالم الفلك جاليليو أجبر على التنصل مما وصل إليه من حركة الأرض ودورانها حول الشمس وكان علم الفلك ما زال في مراحله الأولى وبعيدا عن الواقع.