ففي سفر التكوين توجد مقولات كثيرة لا يمكن التوفيق بينها وبين أكثر معطيات العلم رسوخا في عصرنا.
وأما بالنسبة للأناجيل فما تكاد تفتح الصفحة الأولى منها حتى نجد أنفسنا في مواجهة مشكلة خطيرة ونعني بها شجرة أنساب المسيح وذلك أن نص إنجيل متى يناقض بشكل جلي إنجيل لوقا. وإنجيل لوقا يقدم أمرا لا يتفق مع المعارف الحديثة خاصة بقدم الإنسان على الأرض.
وأيضا بدون تعليق ففي إنجيل متى قصة إيمان المرأة الكنعانية.
ذهب يسوع إلى نواحي صور وحيدا فإذا امرأة كنعانية من تلك النواحي قد تقدمت إليه صارخة ارحمني يا سيد يا ابن داود!! ابنتي معذبة جدا يسكنها شيطان لكنه لم يجبها بكلمة فجاء تلاميذه يلحون عليه قائلين اقض لها حاجتها فهي تصرخ في أثرنا.
فأجاب ما أرسلت إلا إلى الخراف الضالة إلى بيت إسرائيل (أي أنه مرسل من الله وليس هو الله) ورسالته إلى بني إسرائيل فقط وليس للناس كافة. فالله هو إله الكل.
وأضاف ليس من الصواب أن يؤخذ خبز البنين ويطرح لجراء الكلاب (هل الله يصف خلقه إنهم كجراء الكلاب) فقالت صحيح يا سيد ولكن جراء الكلاب تأكل من الفتات الذي يسقط من موائد أصحابها فأجاب يسوع أيتها المرأة عظيم إيمانك فليكن لك ما تطلبين فشفيت ابنتها من تلك الساعة.
وفي يسوع يسلم الروح من إنجيل متى صرخ يسوع عند صلبه بصوت عظيم إيلي إيلي لما ذا شبقتني أي إلهي إلهي لما تركتني (إذا كان هو الله فمن ينادي؟).
أما الإسلام فعنده في الأحاديث النبوية ما يشبه الأناجيل من حيث أنها مجموعة من الأقوال والأخبار لأفعال رسول الله صلىاللهعليهوسلم وليست الأناجيل بأكثر من هذا فيما يتعلق بعيسى فقد كتبت أولى الأحاديث بعد عشرات السنين من موت محمد صلىاللهعليهوسلم مثلما كتبت الأناجيل بعد عشرات السنين من انصراف المسيح.