تبدأ الآيات بالإشارة إلى أن خلق السماء أكبر من خلق الناس وأن السماء قد بناها الله سبحانه وتعالى والمقصود بلفظ بناها أن الله سبحانه وتعالى جعل كل جرم في السماء بمنزلة لبنة من بناء منزل لأن أجرام الكون مشدودة بعضها إلى بعض برباط الجاذبية العامة تماما كما تربط لبنات المنزل بما يوضع بينها من مونة الرمل والإسمنت.
ثم رفع السماء بما فيها من أجرام وسواها بنظام دقيق وإحكام مما يشير إلى القوانين الطبيعية التي تخضع لها هذه الأجرام أثناء حركتها الدائبة المنتظمة.
وأما قوله تعالى وأغطش ليلها فتعني أنه سبحانه وتعالى أظلم ليل السماء ولقد شاهد جميع رواد الفضاء ظلام السماء بعد مغادرة الغلاف الجوي للأرض وهذا أمر متوقع علميا إذ أن الضوء لا يرى بذاته ولكن بالانعكاس والتشتت على المرئيات كجزيئات الهواء ودقائق الأتربة الموجودة بالغلاف الجوي والتي تنعدم تقريبا في الفضاء.
وأخرج ضحاها أي ولد ضوء السماء من مصادره كالشمس والنجوم.
والأرض بعد ذلك دحاها أي جعلها كالدحية أي البيضة وبهذا فإن لفظ دحا يدل على شيئين هما البسط والتكوير وهذه روعة في التعبير عن أن الأرض التي نراها أمامنا منبسطة هي في واقع الأمر مكورة كالبيضة وذلك طبقا للصور التي سجلتها الأقمار الصناعية للأرض.
وبهذا أضاف العلم الحديث معجزة علمية للقرآن الكريم ولم تظهر هذه الحقيقة مصورة إلا في عصر الفضاء وما كان الإنسان يستطيع إدراك كروية الأرض وهو على سطحها.
وللدحو أيضا معنى آخر وهو الدفع والرمي.
وبهذا المعنى اللغوي يمكن أيضا أن نعتبر كلمة دحاها من الناحية العلمية بمعنى دفعها في مدارها حول الشمس أو أزاحها ما ينطبق على حقيقة علمية أخرى تدعى