ساءه ، فأقبل حتى دخل القصر (١).
وقال عمرو عن أبي مخنف ، عن المعلّى بن كليب ، عن أبي الوداك ، قال :
لما نزل ابن زياد القصر نودي في الناس : الصلاة جامعة ، فاجتمع إليه الناس ، فخرج إلينا فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال (٢) :
أما بعد : فإن أمير المؤمنين ـ أصلحه الله ـ ولانّي مصركم وثغركم وفيئكم ، وأمرني بإنصاف مظلومكم ، وإعطاء محرومكم ، وبالإحسان إلى سامعكم ومطيعكم ، وبالشدّة على مريبكم ، فأنا لمطيعكم كالوالد البر الشفيق ، وسيفي وسوطي على من ترك أمري ، وخالف عهدي ، فليبق امرؤ على نفسه ، الصدق ينبئ عنك لا الوعيد.
ثم نزل. وسمع مسلم بن عقيل بمجيء عبيد الله بن زياد ومقالته (٣) ؛ فأقبل حتى أتى دار هانئ بن عروة المرادي ، فدخل في بابه ، فأرسل إليه أن اخرج إليّ فقال : إني أتيتك لتجيرني وتضيفني ، قال له : رحمك الله لقد كلفتني شططا ، لولا دخولك داري وثقتك بي لأحببت لشأنك أن تنصرف عني ، غير أني أخذني من ذلك ذمام. ادخل ، فدخل داره ، فأقبلت الشيعة تختلف إليه في دار هانئ بن عروة.
وجاء شريك بن الأعور حتى نزل على هانئ في داره ، وكان شيعيا ، ودعا ابن زياد مولى له يقال له معقل ، فقال له : خذ هذه الثلاثة الآلاف الدرهم ثم التمس لنا مسلم بن عقيل ، واطلب شيعته ، وأعطهم الثلاثة الآلاف الدرهم ، وقل لهم : استعينوا بهذه على حرب عدوّكم ، وأعلمهم بأنك منهم ؛ ففعل ذلك ، وجاء حتى لقي مسلم بن عوسجة الأسدي في المسجد الأعظم ، وسمع الناس يقولون : هذا يبايع للحسين بن علي وكان يصلي ، فلما قضى صلاته جلس
__________________
(١) ابن الأثير ٤ / ١٠ والطبري ٦ / ١٩٤.
(٢) مقتل الحسين ٢٥ والإرشاد ٨٦ وابن الأثير ٤ / ١٠.
(٣) ابن الأثير ٤ / ١١.