أنا أبا حصين قال لقيس بن الربيع : يا قيس. قال : لبيك. قال : لا لبيك ، ولا سعديك ، لتبايعن رجلا من ولد رسول الله (ص) ثم تخذله ، وذلك أنه بلغه أنه بايع زيد بن علي.
* * *
وقال فضل بن العباس بن عبد الرحمن بن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب يرثي زيد بن علي عليه السلام :
ألا يا عين لا ترقى وجودي |
|
بدمعك ليس ذا حين الجمود |
غداة ابن النبي أبو حسين |
|
صليب بالكناسة فوق عود |
يظل على عمودهم ويمسي |
|
بنفسي أعظم فوق العمود |
تعدى الكافر الجبار فيه |
|
فأخرجه من القبر اللحيد (١) |
فظلوا ينبشون أبا حسين |
|
خضيبا بينهم بدم جسيد |
فطال به تلعبهم عتوًّا |
|
وما قدروا على الرّوح الصّعيد |
وجاور في الجنان بني أبيه |
|
وأجدادا هم خير الجدود |
فكم من والد لأبي حسين |
|
من الشهداء أو عم شهيد |
ومن أبناء أعمام سيلقى |
|
هم أولى به عند الورود |
دعاه معاشر نكثوا أباه |
|
حسينا بعد توكيد العهود |
فسار إليهم حتى أتاهم |
|
فما أرعوا على تلك العقود |
وكيف تظنّ بالعبرات عيني |
|
وتطمع بعد زيد في الهجود |
وكيف لها الرقاد ولم تراءى |
|
جياد الخيل تعدوا بالأسود |
تجمع للقبائل من معد |
|
ومن قحطان في حلق الحديد |
كتائب كلّما أردت قتيلا |
|
تنادت : أن إلى الأعداء عودي |
بأيديهم صفائح مرهفات |
|
صوارم أخلصت من عهد هود |
بها نسقي النفوس إذا التقينا |
|
ونقتل كل جبّار عنيد |
ونحكم في بني الحكم العوالي |
|
ونجعلهم بها مثل الحصيد |
__________________
(١) في ط وق «فأحرقه من القبر».