حتى هلك هشام بن عبد الملك لعنه الله ، وولى الوليد بن يزيد ، وكتب يوسف إلى نصر بن سيّار ، وهو عامل على خراسان حين أخبر أن يحيى بن زيد نازل بها ، وقال : ابعث إلى الحريش (١). حتى يأخذ بيحيى أشد الأخذ ، فبعث نصر إلى عقيل بن معقل الليثي ، وهو عامله على بلخ ، أن يأخذ الحريش فلا يفارقه حتى تزهق نفسه أو يأتيه بيحيى بن زيد ، فدعى به فضربه ستمائة سوط ، وقال : والله لأزهقن نفسك أو تأتيني به.
فقال : والله لو كان تحت قدمي ما رفعتها عنه فاصنع ما أنت صانع. فوثب قريش بن الحريش فقال لعقيل : لا تقتل أبي ، وأنا آتيك بيحيى ، فوجّه معه جماعة فدلهم عليه ، وهو في بيت في جوف بيت ، فأخذوه ومعه يزيد بن عمر ، والفضل مولى لعبد القيس كان معه من الكوفة ، فبعث به عقيل إلى نصر بن سيّار فحبسه وقيّده ، وجعله في سلسلة ، وكتب إلى يوسف بن عمرو فأخبره بخبره (٢).
حدثنا علي بن الحسين ، قال : فحدّثني محمد بن العباس البريدي ، قال : أخبرني الرياشي ، قال :
قال رجل من بني ليث يذكر ما صنع بيحيى بن زيد :
أليس بعين الله ما تصنعونه |
|
عشيّة يحيى موثق في السلاسل |
ألم تر ليثا ما الذي حتمت به |
|
لها الويل في سلطانها المتزايل |
لقد كشفت للناس ليث عن استها |
|
أخيرا وصارت ضحكة في القبائل |
كلاب عوت لا قدس الله أمرها |
|
فجاءت بصيد لا يحل لآكل |
حدثنا علي ، قال : أخبرني أحمد بن محمد بن سعيد ، عن يحيى بن الحسن أن هذا الشعر لعبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
* * *
حدثنا (٣) علي بن الحسين ، قال : فحدّثني عيسى بن الحسين الوراق ،
__________________
(١) في ط وق «الجريش».
(٢) الطبري ٨ / ٣٠٠.
(٣) من هنا إلى قوله : رجع الحديث إلى سياقه ساقط من الخطية.