ميمنته ، وحماد بن عمرو السعيدي على ميسرته.
وعبأ يحيى أصحابه على ما كان عبأهم عند قتال عمرو بن زرارة ، فاقتتلوا ثلاثة أيام ولياليها أشد قتال ، حتى قتل أصحاب يحيى كلهم ، وأتت يحيى نشابة في جبهته ، رماه رجل من موالي عنزة يقال له عيسى ، فوجده سورة بن محمد قتيلا فاحتزّ رأسه.
وأخذ العنزي الذي قتله سلبه ، وقميصه ، فبقيا بعد ذلك حتى أدركهما أبو مسلم فقطع أيديهما وأرجلهما وقتلهما وصلبهما (١).
وصلب يحيى بن زيد على باب مدينة الجوزجان (٢) في وقت قتله ـ صلوات الله عليه ورضوانه.
حدثنا أبو الفرج علي بن الحسين ، قال : حدثني أبو عبيد الصيرفي ، قال : حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار ، قال : حدثنا سهل بن عامر ، قال : حدثنا جعفر الأحمر ، قال : رأيت يحيى بن زيد مصلوبا على باب الجوزجان.
قال عمرو بن عبد الغفار عن أبيه :
فبعث برأسه إلى نصر بن سيّار ، فبعث به نصر إلى الوليد بن يزيد.
* * *
فلم يزل مصلوبا حتى إذا جاءت المسودة فأنزلوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه ثم دفنوه فعل ذلك خالد بن إبراهيم أبو داود البكري ، وحازم بن خريمة وعيسى بن ماهان. وأراد أبو مسلم أن يتبع قتلة يحيى بن زيد فقيل له : عليك بالديوان ، فوضعه بين يديه وكان إذا مرّ به اسم رجل ممن أعان على يحيى قتله ، حتى لم يدع أحدا قدر عليه ممن شهد قتله (٣).
__________________
(١) ابن الأثير ٥ / ١٠٨.
(٢) المحبر ٤٨٤ وزهر الآداب ١ / ١١٩.
(٣) في المحبر «فما زال مصلوبا حتى خرج أبو مسلم فأنزله ووراه وتولى الصلاة عليه ودفنه. ثم أخذ كل من خرج لقتاله وذلك أنه تصفح الديوان فنظر إلى كل من كان في بعثه فقتله إلّا من أعجزه. فسود أهل خراسان ثيابهم عليه فصار لهم زيا».