وكان إبراهيم بن عبد الله جاريا على شاكلة أخيه محمد في الدين ، والعلم ، والشجاعة والشدة. وكان يقول شيئا من الشعر. فحدثني أحمد بن سعيد ، قال : حدثنا يحيى بن الحسن [العلوي](١) ، قال حدثني إسماعيل بن يعقوب ، قال :
ذكر عبد الله بن الحسن بن إبراهيم أن جدّه إبراهيم بن عبد الله قال في زوجته بحيرة بنت زياد الشيبانية :
ألم تعلمي يا بنت بكر تشوقي (٢) |
|
إليك وأنت الشخص ينعم صاحبه |
وعلقت ما لو نيط بالصخر من جوى |
|
لهد من الصخر المنيف جوانبه (٣) |
رأت رجلا بين الركاب ضجيعه |
|
سلاح ويعبوب فباتت تجانبه (٤) |
تصد وتستحيى وتعلم أنّه |
|
كريم فتدنو نحوه فتلاعبه |
فأذهلنا عنها ولم نقل قربها |
|
ولم يقلها دهر شديد تكالبه (٥) |
عجاريف فيها عن هوى النفس زاجر |
|
إذا اشتبكت أنيابه ومخالبه (٦) |
* * *
أخبرنا عمر [بن عبد الله](٧) ، قال : حدّثنا عمر بن شبّة ، قال حدّثني عبد العزيز بن أبي سلمة العمري ، وسعيد بن هريم :
أن محمدا ، وإبراهيم كانا عند أبيهما ، فوردت إبل لمحمد فيها ناقة شرود لا يردّ رأسها شيء ، فجعل إبراهيم يحدّ النظر إليها ، فقال له محمد : كأنّ نفسك تحدثك أنك رادها؟ قال نعم. قال : فإن فعلت فهي لك ، فوثب إبراهيم فجعل يتغير لها ويتستر بالإبل ، حتى إذا أمكنته جاءها (٨) وأخذ بذنبها ،
__________________
(١) الزيادة من الخطية ، وفيها «... بحيرة بنت ريا».
(٢) كذا في الخطية ، وفي ط وق «با بنت بكر بأنني».
(٣) في الخطية «المنيف ذوائبه».
(٤) في ق «الركاب ضجيعة» واليعبوب ـ كما في القاموس ـ : «الفرس السريع الطويل».
(٥) في ط وق «ولم تقل».
(٦) في ط وق «زاجرا».
(٧) الزيادة من الخطية.
(٨) في ط وق «امكنة هايجها».