وأمه أم ولد ، ولد في الوقت الذي أشخص فيه أبوه زيد بن علي إلى هشام بن عبد الملك ، وكانت أم عيسى بن زيد معه في طريقه ، فنزل ديرا للنصارى ووافق نزوله إيّاه ليلة الميلاد ، وضربها المخاض هنالك فولدته له تلك الليلة ، وسمّاه أبوه عيسى باسم المسيح عيسى ابن مريم ـ صلوات الله عليهما ـ.
حدثني بذلك محمد بن سعيد ، قال : حدثنا بذلك محمد بن منصور ، عن أحمد بن عيسى بن زيد.
* * *
وشهد عيسى مع محمد بن عبد الله بن الحسن وأخيه إبراهيم حربهما.
واختلف في سبب تواريه ، فقيل إنه أنكر على إبراهيم بن عبد الله أنه كبّر على جنازة أربعا ففارقه ، وقيل بل ثبت معه حتى قتل ثم توارى بعد ذلك.
أخبرنا يحيى بن علي ، وأحمد بن عبد العزيز ، قالا : حدثنا عمر بن شبّة ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن أبي الكرام ، قال (١) :
صلّى إبراهيم على جنازة بالبصرة وكبّر عليها أربعا ، فقال له عيسى بن زيد : لم نقصت واحدة وقد عرفت تكبير أهل بيتك؟.
فقال : هذا أجمع لهم ، ونحن إلى اجتماعهم محتاجون ، وليس في تكبيرة تركتها ضرر إن شاء الله ، ففارقه عيسى واعتزل. وبلغ ذلك أبا جعفر فأرسل إلى عيسى يبذل له ما سأل على أن يخذل الزيدية عن إبراهيم ، فلم يتم الأمر بينهما حتى قتل إبراهيم ، فاستخفى عيسى ، فقيل لأبي جعفر : ألا تطلبه. فقال : لا والله. لا أطلب منهم رجلا أبدا بعد محمد وإبراهيم ، أنا أجعل لهم بعدها ذكرا (٢).
* * *
__________________
(١) راجع صفحة ٢٨٦.
(٢) راجع نقد المؤلف لهذه الرواية في صفحة ٢٨٧.