الصلاة ، فلما رأى الناس النبي (ص) يبكي بكوا ، فلما انصرف قال : ما يبكيكم؟ قالوا : لما رأيناك تبكي بكينا يا رسول الله ، قال : نزل عليّ جبريل لمّا صلّيت الركعة الأولى فقال : يا محمد إن رجلا من ولدك يقتل في هذا المكان ، وأجر الشهيد معه أجر شهيدين.
حدّثني أحمد بن محمد بن سعيد ، وعلي بن إبراهيم العلوي ، قالا : حدّثنا الحسين بن الحكم ، قال : حدّثنا الحسن بن الحسين ، قال : حدّثنا النضر بن قرواش (١) ، قال :
أكريت جعفر بن محمد من المدينة إلى مكة ، فلما ارتحلنا من بطن مرّ ، قال لي : يا نضر إذا انتهيت إلى فخ فأعلمني ، قلت : أولست تعرفه؟ قال : بلى! ولكن أخشى أن تغلبني عيني. فلما انتهينا إلى فخ دنوت من المحمل ، فإذا هو نائم فتنحنحت فلم يتنبه ، فحركت المحمل فجلس ، فقلت : فقد بلغت ، فقال. حلّ محملي ، فحللته ثم قال : صل القطار ، فوصلته ثم تنحيت به عن الجادة ؛ فأنخت بعيره فقال : ناولني الإداوة والرّكوة ، فتوضأ وصلّى ثم ركب فقلت له : جعلت فداك ، رأيتك قد صنعت شيئا أفهو من مناسك الحج؟ قال : لا ، ولكن يقتل ها هنا رجل من أهل بيتي في عصابة تسبق أرواحهم أجسادهم إلى الجنة.
حدّثني أحمد بن سعيد ، قال : حدّثنا الحسين بن الحكم ، قال : حدّثنا الحسن بن الحسين [بن جامع عن موسى بن عبد الله بن الحسن](٢) ، قال :
حججت مع أبي فلما انتهينا إلى فخ أناخ محمد بن عبد الله بعيره فقال لي أبي : قل له يثير بعيره ، فقلت له ، فأثاره ثم قلت لأبي : يا أبة لم كرهت له هذا؟ قال : إنه يقتل في هذا الموضع رجل من أهل بيتي يتعاوى عليه الحاج ، فنفست أن يكون هو.
حدّثني علي بن إبراهيم ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم ، قال : حدّثنا
__________________
(١) في الخطية «حدثنا نصر بن قرواش» راجع إتقان المقال ص ٢٣٩.
(٢) الزيادة من الخطية.