البغوي وغيرهم. وحدثني علي بن إبراهيم العلوي ، قال : كتب إليّ محمد بن حماد يذكر أن محمد بن إسحاق البغوي حدثه عن أبيه وغيره من مشايخه ، وحدثني علي بن إبراهيم ، قال: كتب إليّ إبراهيم بن بنان الخثعمي يذكر عن محمد بن أبي الخنساء. وقد جمعت روايتهم في خبر يحيى إلّا ما عسى أن يكون من خلاف بينهم فأفرده وأذكر رواته.
قالوا :
إن يحيى بن عبد الله بن الحسن لما قتل أصحاب فخ كان في قبلهم ، فاستتر مدة (١) يجول في البلدان ، ويطلب موضعا يلجأ إليه ، وعلم الفضل بن يحيى بمكانه في بعض النواحي فأمره بالانتقال عنه وقصد الديلم ، وكتب له منشورا لا يتعرض له أحد.
فمضى متنكرا حتى ورد الدّيلم ، وبلغ الرشيد خبره وهو في بعض الطريق ، فولى الفضل بن يحيى نواحي المشرق ، وأمره بالخروج إلى يحيى.
* * *
فحدثني علي بن إبراهيم العلوي ، قال : كتب إليّ موسى بن محمد بن حماد (٢) يخبرني أن محمد بن يوسف حدثه عن عبد الله بن خوات (٣) ، عن جعفر بن يحيى الأحول عن إدريس بن زيد ، قال :
عرض رجل للرشيد فقال : يا أمير المؤمنين نصيحة.
فقال لهرثمة : اسمع ما يقول.
قال : إنها من أسرار الخلافة. فأمره ألا يبرح ، فلما كان في وقت الظهيرة دعا به فقال : اخلني ، فالتفت الرشيد إلى ابنيه فقال : انصرفا فانصرفا ، وبقي خاقان ، والحسن على رأسه فنظر الرجل إليهما ، فقال الرشيد : تنحيا عني ، ففعلا ، ثم أقبل على الرجل فقال : هات ما عندك.
__________________
(١) في ط وق «كان في فيئهم أسير مدة».
(٢) في الخطية «كتب إلى محمد بن حماد».
(٣) في ط وق «جواب».