وأما الجعفري صاحب البصرة فإنه خرج إليه علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين (١) فاجتمعا ، ووافاهم زيد بن موسى بن جعفر ماضيا إلى الأهواز ، فاجتمعوا ، ولقيهم الحسن بن علي المعروف بالمأموني (٢) ـ رجل من أهل باذغيس وكان على البصرة ـ فقاتلوه وهزموه وحووا عسكره.
وحرق زيد بن موسى دور بني العباس بالبصرة ، فلقب بذلك وسمي زيد النار (٣).
وتتابعت الكتب وتواترت على محمد بن محمد بالفتوح من كل ناحية.
وكتب إليه أهل الشام والجزيرة أنهم ينتظرون أن يوجه إليهم رسولا ليسمعوا له ويطيعوا.
وعظم أمر أبي السرايا على الحسن بن سهل وبلغ منه ، فكتب إلى طاهر بن الحسين أن يصير إليه لينفذه لقتاله ، فكتبت إليه رقعة لا يدري من كتبها ، فيها أبيات وهي :
قناع الشك يكشفه اليقين |
|
وأفضل كيدك الرأي الرصين |
تثبت قبل ينفد فيك أمر |
|
يهيج لشره داء دفين |
أتندب طاهرا لقتال قوم |
|
بنصرتهم وطاعتهم يدين |
سيطلقها عليك معقلات |
|
تصر ودونها حرب زبون |
ويبعث كامنا في الصدر منه |
|
ولا يخفى إذا ظهر المصون |
فشأنك واليقين فقد أنارت |
|
معالمه وأظلمت الظنون |
ودونك ما نريد بعزم رأي |
|
تدبره ودع ما لا يكون |
فرجع عن رأيه ذلك ، وكتب إلى هرثمة بن أعين يأمره بالقدوم عليه ، ودعا بالسندي بن شاهك فسأله التعجيل وترك التلوّم ، وكان ردءا له ، وكانت بين الحسن بن سهل وبين هرثمة شحناء (٤) ، فخشي أن لا يجيبه إلى ما يريد ، ففعل ذلك
__________________
(١) في الخطية «خرج إليه علي بن محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين».
(٢) الطبري ١٠ / ٢٣١.
(٣) الطبري ١٠ / ٢٣١.
(٤) في الطبري ١٠ / ٢٢٨ «فلما رأى الحسن بن سهل أن أبا السرايا ومن معه لا يلقون عسكرا إلّا هزموه ، ولا يتوجهون إلى بلدة إلّا دخلوها ، ولم يجد فيمن معه من القواد من يكفيه حربه ، اضطر إلى هرثمة ، وكان هرثمة حين قدم عليه الحسن بن سهل العراق واليا عليها من قبل المأمون سلم له ما كان بيده بها من ـ