لا يوم أولى بتخريق الجيوب ولا |
|
لطم الخدود ولا جدع المعاطيس |
من يوم طوس الذي نادت بروعته |
|
لنا النعاة وأفواه القراطيس (١) |
حقا بأن الرضا أودى الزمان به |
|
ما يطلب الموت إلّا كلّ منفوس |
ذا اللحظتين وذا اليومين مفترش |
|
رمسا كآخر في يومين مرموس |
بمطلع الشمس وافته منيّته |
|
ما كان يوم الردى عنه بمحبوس |
يا نازلا جدثا في غير منزله |
|
ويا فريسة يوم غير مفروس |
لبست ثوب البلى أعزز عليّ به |
|
لبسا جديدا وثوبا غير ملبوس |
صلّى عليك الذي قد كنت تعبده |
|
تحت الهواجر في تلك الأماليس |
لولا مناقضة الدنيا محاسنها |
|
لما تقايسها أهل المقاييس |
أحلّك الله دارا غير زائلة |
|
في منزل برسول الله مأنوس |
قال أبو الفرج :
هذه القصيدة ذكر محمد بن علي بن حمزة أنها في علي بن موسى الرضا.
* * *
قال أبو الفرج :
وأنشدني علي بن سليمان الأخفش (٢) لدعبل بن علي الخزاعي (٣) يذكر الرضا والسم الذي سقيه ، ويرثي ابنا له ، وينعى على الخلفاء من بني العباس :
على الكره ما فارقت أحمد وانطوى |
|
عليه بناء جندل ورزين (٤) |
وأسكنته بيتا خسيسا متاعه |
|
وإني على رغمي به لضنين |
ولولا التأسي بالنبيّ وأهله |
|
لأسبل من عيني عليه شؤون |
هو النفس إلّا أن آل محمد |
|
لهم دون نفسي في الفؤاد كمين |
أضرّ بهم إرث النبيّ فأصبحوا |
|
يساهم فيه ميتة ومنون |
دعتهم ذئاب من أميّة وانتحت |
|
عليهم دراكا أزمة وسنون |
__________________
(١) في ط وق «ثارت بروعته لنا البغاة».
(٢) قدم الأخفش مصر سنة سبع وثمانين ومائتين وخرج إلى حلب سنة ثلثمائة ، وكان الأخفش معسرا ، انتهت به الحال إلى أن أكل الثلجم الني ، فقبض على قلبه فمات فجأة ببغداد في شعبان سنة خمس عشرة وثلاثمائة. راجع بغية الوعاة ٢٣٨.
(٣) راجع دخول دعبل على الرضا في الأغاني ١٨ / ٤٢.
(٤) في ط وق «جندل ودفين».