وأمه صفية بنت موسى بن عمر بن علي بن الحسين.
ويكنى أبا جعفر.
وكانت العامة تلقبه الصوفي ؛ لأنه كان يدمن لبس الثياب من الصوف الأبيض.
وكان من أهل العلم والفقه والدين والزهد وحسن المذهب.
وكان يذهب إلى القول بالعدل والتوحيد ، ويرى رأي الزيدية الجارودية (١). خرج في أيام المعتصم بالطّالقان ، فأخذه عبد الله بن طاهر ، ووجه به إلى المعتصم ، بعد وقائع كانت بينه وبينه (٢).
أخبرني بخبره أحمد بن عبيد الله بن عمار ، عن محمد بن الأزهر ، ونسخت شيئا من أخباره من كتاب أحمد بن الحارث الخرّاز ، وحدثني بخبره مشروحا جعفر بن أحمد بن أبي مندل الوراق الكوفي ، قال : حدثني عبيد الله بن حمدون ؛ قال : حدثني إبراهيم بن عبد الله العطار ، وكان مع أبي جعفر محمد بن القاسم بالطالقان (٣). وفي أحوال تنقله بخراسان ، قال :
نزل بمرو (٤) ، وكنا معه من الكوفيين بضعة عشر رجلا ، وكان قبل ذلك قد خرج إلى ناحية الرّقة [وإلى ناحية الروز] ، ومعه جماعة من وجوه الزيدية ، منهم : يحيى بن الحسن بن الفرات الفراز ، وعبّاد بن يعقوب الرواجني (٥) ، فسمعوه يتكلم مع أحدهم بشيء من مذهب المعتزلة فتفرق الكوفيون جميعا عنه ، وبقينا معه
__________________
ـ محبس ضيق يكون قدر ثلاثة أذرع في ذراعين ، فمكث فيه ثلاثة أيام ، ثم حول إلى موضع أوسع من ذلك ، وأجرى عليه طعام ووكل به قوم يحفظونه ، فلما كان ليلة الفطر واشتغل الناس بالعيد والتهنئة ، احتال للخروج ، ذكر أنه هرب من الحبس بالليل ، وأنه دلى إليه حبل من كوة كانت في أعلى البيت يدخل عليه منها الضوء. فلما أصبحوا أتوا بالطعام للغداء فقعد. فذكر أنه جعل لمن دل عليه مائة ألف درهم ، وصاح بذلك الصائح ، فلم يعرف له خبر».
(١) أتباع أبي الجارود زياد بن المنذر العبدي ، وقد زعموا أن النبي (ص) نص على إمامة علي بالوصف دون الاسم ، وزعموا أيضا أن الصحابة كفروا بتركهم بيعة علي ، وإنما قيل لهم وللبترية التي سبقت الإشارة إليها ص ٤٦٨ زيدية لقولهم بإمامة زيد بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب في وقته. راجع الفرق بين الفرق ص ٢٢ والملل والنحل ١ / ٢١٢.
(٢) راجع مروج الذهب ٢ / ٢٤٦ وابن الأثير ٦ / ٢٦٢ ـ ٢٦٣ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٢٨٢.
(٣) معجم البلدان ٦ / ٧ ـ ٩.
(٤) معجم البلدان ٨ / ٣٣ ـ ٣٨.
(٥) مات الرواجني سنة خمسين ومائتين.