إذا ما اشتملت السيف والليل لم أهل |
|
بشيء ولم تقرع فؤادي القوارع (١) |
أخبرني عمي الحسين بن محمد ، والحسين بن القاسم ، قالا : حدثنا أحمد بن أبي طاهر ، قال (٢) :
مرّ محمد بن صالح بقبر لبعض بني المتوكل ، فرأى الجواري يلطمن عنده فأنشدني لنفسه :
رأيت بسامرا صبيحة جمعة |
|
عيونا يروق الناظرين فتورها |
تزور العظام الباليات لدى الثرى |
|
تجاوز عن تلك العظام غفورها |
فلولا قضاء الله أن تعمر الثرى |
|
إلى أن ينادي يوم ينفخ صورها |
لقلت عساها أن تعيش وأنها |
|
ستنشر من جرّا عيون تزورها |
أسيلات مجرى الدمع امّا تهللت |
|
شؤون الأماقي ثم سحّ مطيرها (٣) |
بوبل كأتوام الجمان تفيضه |
|
على نحرها أنفاسها وزفيرها (٤) |
فيا رحمة ما قد رحمت بواكيا |
|
ثقالا تواليها لطفا خصورها (٥) |
* * *
حدثني الحسن بن علي (٦) الخفاف ، قال : حدثني محمد بن القاسم بن مهرويه ، قال:
حدثني إبراهيم بن المدبر (٧) ، قال :
جاءني محمد بن صالح الحسيني وسألني أن أخطب عليه بنت عيسى بن موسى بن أبي خالد الحربي (٨) أو قال أخته ، شك ابن مهرويه ، ففعلت ذلك ، وصرت إلى عيسى فسألته أن يجيبه ، فأبى وقال لي : لا أكذبك والله ، إني لا أردّه لأني لا أعرف أشرف وأشهر منه لمن يصاهره ، ولكني أخاف المتوكل وولده بعده على نعمتي ونفسي ، فرجعت إليه فأخبرته بذلك ، فأضرب عنه مدة ، ثم عاودني بعد
__________________
(١) في ط وق «ولم يفزع فؤادي الأجازع».
(٢) الأغاني ١٥ / ٨٠.
(٣) في ط وق «ثم سبح مطيرها».
(٤) في ط وق «فويل كأبوام».
(٥) في ط وق «ثقالا بواكيها».
(٦) في ط وق «الحسن بن علي».
(٧) ترجمته في الأغاني ١٩ / ١١٤ ـ ١٢٧».
(٨) في الخطية «الحرمي» وفي الأغاني «الحري».