يا ابن الخلائف والذين بهديم |
|
ظهر الوفاء ، وبان غدر الغادر |
وابن الذين حووا تراث محمد |
|
دون البرية بالنصيب الوافر (١) |
فوصلت أسباب الخلافة بالهدى |
|
إذ نلتها وأنمت ليل الساهر (٢) |
أحييت سنة من مضى فتجدّدت |
|
وأبنت بدعة ذي الضلال الخاسر (٣) |
فافخر بنفسك أو بجدك معلنا |
|
أو دع فقد جاوزت فخر الفاخر (٤) |
إني دعوتك فاستجبت لدعوتي |
|
والموت مني نصب عين الناظر (٥) |
فانتشتني من قعر موردة الرّدى |
|
أمنا ولم تسمع مقال الزّاجر (٦) |
وفككت أسري والبلاء موكل |
|
وجبرت كسرا ما له من جابر |
وعطفت بالرحم التي ترحو بها |
|
قرب المحل من المليك القادر |
وأنا أعوذ بفضل عفوك أن أرى |
|
غرضا ببابك للملم الفاقر (٧) |
أو أن أضيع بعد ما أنقذتني |
|
من ريب مهلكة وجد عاثر |
فلقد مننت فكنت غير مكدر |
|
ولقد نهضت بها نهوض الشاكر |
* * *
وكان محمد بن صالح صديقا لسعيد بن حميد ، وكان يقارضه الشعر. وله في هذا الحبس أشعار كثيرة يطول ذكرها.
وله أيضا في إبراهيم بن المدبر وأخيه مدائح كثيرة.
وفي عبيد الله بن يحيى بن خاقان هجاء كثير لأنه كان لشدة انحرافه عن آل أبي طالب يغري المتوكل به ويحذره من إطلاقه ، فهجاه هجاء كثيرا ، منه قوله يهجوه في قصيدة مدح فيها ابن المدبر (٨) :
__________________
(١) بعد هذا البيت في الأغاني :
نطق الكتاب لكم بذاك مصدقا |
|
ومضت به سنن النبي الطاهر. |
(٢) في الأغاني «عين الساهر».
(٣) في ط وق «وأمت».
(٤) بعد هذا البيت في الأغاني :
ما للمكارم غيركم من أول |
|
بعد النبي وما لها من آخر |
(٥) في الأغاني «والموت مني قيد شبر الشابر».
(٦) في ط وق «فانشتني ... الردى منا».
(٧) في ط وق «للمسلم الغافر».
(٨) الأغاني ١٥ / ٩٣.