لما أتى عائشة نعى علي أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ تمثّلت :
فألقت عصاها واستقرت بها النوى |
|
كما قرّ عينا بالأياب المسافر (١) |
ثم قالت : من قتله؟ فقيل : رجل من مراد ، فقالت :
فإن يك نائبا فلقد بغاه |
|
غلام ليس في فيه التراب |
فقالت لها زينب بنت أم سلمة : ألعلي تقولين هذا؟ فقالت : إذا نسيت فذكروني ، قال : ثم تمثلت :
ما زال إهداء القصائد بيننا |
|
باسم الصديق وكثرة الألقاب |
حتى تركت كأن قولك فيهم |
|
في كل مجتمع طنين ذباب (٢) |
قال : وكان الذي جاءها بنعيه سفيان بن أبي أمية بن عبد شمس بن أبي وقاص هذا أو نحوه. حدّثني محمد بن الحسين الأشناني ، قال : حدّثنا أحمد بن حازم ، قال : حدّثنا عاصم بن عامر ، وعثمان بن أبي شيبة ، قالا : حدّثنا جرير ، عن الأعمش ، عن عمرو (٣) بن مرة ، عن أبي البختري ، قال : لما أن جاء عائشة قتل علي عليه السلام سجدت. قال أبو مخنف :
وقالت أم الهيثم بنت الأسود النخعية ترثي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ (٤) :
ألا يا عين ويحك فاسعدينا |
|
ألا تبكي أمير المؤمنينا |
رزئنا خير من ركب المطايا |
|
وخيّسها ومن ركب السفينا (٥) |
ومن لبس النعال ومن حذاها |
|
ومن قرأ المثاني والمئينا (٦) |
وكنا قبل مقتله بخير |
|
نرى مولى رسول الله فينا |
__________________
(١) ابن سعد ٣ / ٢٧ ، وابن الأثير ٣ / ١٧١ والطبري ٦ / ٨٧.
(٢) في الخطية «مجمعة».
(٣) في ط وق «عمير» وما ذكر عن الخطية وخلاصة تذهيب الكمال ٢٤٩ وميزان الاعتدال ٢ / ٣٠١.
(٤) اختلف الرواة في ترتيب هذه الأبيات كما اختلفوا في نسبتها. وقد نسبها المؤلف في كتاب الأغاني ١١ / ١٢٢ لأبي الأسود الدؤلي ، وهي منسوبة له أيضا في الطبري ٦ / ٨٧ وابن الأثير ٣ / ١٧١.
(٥) كذا في الخطية والأغاني. وخيسها أي ذللها. وفي ط وق «وحبسها» وفي الطبري وابن الأثير «ورحلها».
(٦) كذا في الأصول والأغاني وفي ابن الأثير «والمبينا».