يقيم الدين لا يرتاب فيه |
|
ويقضي بالفرائض مستبينا |
ويدعو للجماعة من عصاه |
|
وينهك (١) قطع أيدي السارقينا |
وليس بكاتم علما لديه |
|
ولم يخلق من المتجبرينا |
لعمر أبي لقد أصحاب مصر |
|
على طول الصحابة أوجعونا |
وغرونا بأنهم عكوف |
|
وليس كذاك فعل العاكفينا |
أفي شهر الصيام فجعتمونا |
|
بخير الناس طرا أجمعينا |
ومن بعد النبي فخير نفس |
|
أبو حسن وخير الصالحينا |
كأن الناس إذ فقدوا عليا |
|
نعام جال في بلد سنينا |
ولو أنا سئلنا المال فيه |
|
بذلنا المال فيه والبنينا |
أشاب ذؤابتي وأطال حزني |
|
أمامة حين فارقت القرينا |
تطوف بها لحاجتها إليه |
|
فلما استيأست رفعت رنينا |
وعبرة أم كلثوم إليها |
|
تجاوبها وقد رأت اليقينا |
فلا تشمت معاوية بن صخر |
|
فإن بقية الخلفاء فينا |
وأجمعنا الإمارة عن تراض |
|
إلى ابن نبينا وإلى أخينا |
ولا نعطي زمام الأمر فينا |
|
سواه الدهر آخر ما بقينا |
وإن سراتنا وذوي حجانا |
|
تواصو أن نجيب إذا دعينا |
بكل مهنّد عضب وجرد |
|
عليهن الكماة مسوّمينا (٢) |
* * *
أخبرني عمي الحسن بن محمد ، قال : أنشدني محمد بن سعد الكناني (٣) لبعض بني عبد المطلب يرثي أمير المؤمنين عليه السلام ، ولم يعرف اسمه :
يا قبر سيدنا المجن له |
|
صلّى الإله عليك يا قبر (٤) |
__________________
(١) ينهك : يبالغ في العقوبة.
(٢) العضب : القاطع ، والجرد : الخيل القصيرة الشعر. والكماة : جمع كمي وهو الشجاع المقدم الجريء ، وسمي كميا لأنه يكمي شجاعته أي يكتمها لوقت حاجته إليها ولا يظهرها متكثرا بها. ومسومين : أي معلمين.
(٣) في ط وق «ابن سعد الكواني» وفي ابن أبي الحديد «ابن سعد لبعض بني».
(٤) كذا في ط وق وفي الخطية «المجن سماحة».