عبد الله بن جعفر : عزمت عليك بحقي ألّا تكلم بكلمة فمضى به إلى البقيع ، وانصرف مروان بن الحكم (١).
أخبرني أحمد بن سعيد ، قال : حدثنا يحيى بن الحسن (٢) ، عن الزبير بن بكار ، عن محمد بن إسماعيل ، عن قائد مولى عباد ، وحدثنا حرمي ، عن زبير ، فقال : عبادك وهو الصواب ، وقال أحمد بن سعيد هو عبادك ولكن هكذا قال يحيى بن عبيد الله بن علي ، أخبره وغيره أخبره.
إن الحسن بن علي أرسل إلى عائشة أن تأذن له أن يدفن مع النبي (ص) فقالت : نعم ما كان بقي إلّا موضع قبر واحد ، فلما سمعت بذلك بنو أمية اشتملوا بالسلاح (٣) هم وبنو هاشم للقتال ، وقالت بنو أمية : والله لا يدفن مع النبي (ص) أبدا ، فبلغ ذلك الحسن فأرسل إلى أهله أمّا إذا كان هذا فلا حاجة لي فيه ادفنوني إلى جانب أمي فاطمة ، فدفن إلى جنب أمه فاطمة عليها السلام.
قال يحيى بن الحسن : وسمعت علي بن طاهر بن زيد يقول : لما أرادوا دفنه ركبت عائشة بغلا واستنفرت (٤) بني أمية مروان بن الحكم ، ومن كان هناك منهم ومن حشمهم ، وهو القائل :
فيوما على بغل ويوما على جمل (٥)
وقال علي بن الحسن ، بن علي بن حمزة العلوي ، عن عمه محمد ، عن المدايني ، عن جويرية بن أسماء ، قال :
لما مات الحسن بن علي ، وأخرجوا جنازته حمل مروان سريره ، فقال له الحسين : أتحمل سريره؟ أما والله لقد كنت تجرعه الغيظ ، فقال مروان : إني
__________________
(١) ابن أبي الحديد ٤ / ١٧ وشرح شافية أبي فراس ١٣١ واليعقوبي ٢ / ٢٠٠.
(٢) في الخطية «عن زيد بن محمد بن الحسن».
(٣) في ط ق وق «استلموا في السلاح وهموا» وفي ابن أبي الحديد «استلأموا في السلاح وتنادواهم».
(٤) كذا في الخطية وابن أبي الحديد وفي ط وق «واستعونت بني أمية ومروان».
(٥) في ابن أبي الحديد ٤ / ١٨ «قلت ليس في رواية يحيى بن الحسن ما يؤخذ على عائشة لأنه لم يرو أنها استنفرت الناس لما ركبت البغل ، وإنما المستنفرون هم بنو أمية ، ويجوز أن تكون عائشة ركبت لتسكين الفتنة لا سيما وقد روى عنها أنها لما طلب منها الدفن قالت : نعم فهذه الحال والقصة منقبة من مناقب عائشة».