إن الحديث عن استحباب قراءتها ، يوحي بالمسألة التربوية في تعميق التصور الإسلامي للعقيدة في المفردات القرآنية ، ليقرأها المسلم في كل يوم أو في كل ليلة ، كمنهج تربويّ إسلامي في تثبيت العقيدة في نفس المسلم ، فإن قراءة القرآن اليومية تنطلق من تحريك الآيات القرآنية في الوجدان الإنساني ، بحيث يكون نموّه في هذا الجوّ الذي يحقّق الصفاء الفكري للتنشئة الفكرية والروحية ، حتى لا تختلط عليه الأمور التي تشوّش عليه الصورة من خلال القراءات المتنوعة ، فلا تبقى لديه صورة واضحة عن إسلامه ، لذلك كانت القراءة اليومية وسيلة من وسائل إعادته إلى الينابيع الإسلامية الصافية للعقيدة وللمفاهيم العامة للحياة ، بالطريقة الذاتية التي يواجه فيها الإنسان قضيته العقيدية من موقعه الإنساني في تجربته الذاتية ، فهو الذي يقرأ الآية التي قد تثير لديه الكثير من التساؤلات ، وذهنية اللامبالاة ، أمام التيارات الأخرى إذا اندفعت إلى ساحته العامة أو وجدانه الخاص.
إن الإنسان ـ في هذه الحال ـ يمارس رياضة تربوية يومية تقوي عضلاته الروحية والفكرية بالطريقة التي يحصل فيها على المناعة القوية ، فلا يزحف الضلال إليه بسهولة ، ولا تقتحم الحيرة طمأنينته النفسية.
* * *