خرجت منهم من العبادة يصومون النّهار ويقومون اللّيل يأكلون الشجر وما وجدوا ، فقعدنا إليهم ، فذكر (١) الحديث بطوله ، وفيه أنّ الملك شعر بهم ، فخرجوا ، وصحبهم سلمان إلى الموصل ، واجتمع بعابد من بقايا أهل الكتاب ، فذكر من عبادته وجوعه شيئا مفرطا ، وأنّه صحبه إلى بيت المقدس ، فرأى مقعدا فأقامه ، فحملت المقعد على أتانه ليسرع إلى أهله ، فانملس (٢) منّي صاحبي ، فتبعت أثره ، فلم أظفر به ، فأخذني ناس من كلب وباعوني ، فاشترتني امرأة من الأنصار ، فجعلتني في حائط لها (٣) وقدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاشتراني أبو بكر فأعتقني (٤).
وهذا الحديث يشبه حديث مسلمة المزنيّ ، لأنّ الحديثين يرجعان إلى سماك (٥) ، ولكن قال هنا عن زيد بن صوحان ، فهو منقطع ، فإنّه لم يدرك زيد بن صوحان ، وعليّ بن عاصم ضعيف (٦) كثير الوهم ، والله أعلم.
عمرو العنقزي (٧) : أنبأنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي قرّة
__________________
(١) في الأصل و (ع) : «فذكرنا» ، وفي نسخة دار الكتاب «فذكر».
(٢) انملس من الأمر : إذا أفلت منه. (لسان العرب ٨ / ١٠٦ فصل الميم حرف السين».
(٣) «لها» ساقطة من الأصل ، والاستدراك من «سير أعلام النبلاء ١ / ٥٣١».
(٤) أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين ٣ / ٥٩٩ ـ ٦٠٢ وقال : حديث صحيح عال في ذكر إسلام سلمان ، ولم يخرّجاه ، وأخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ ٣ / ٢٧٢ ـ ٣٧٤ من طريق زكريا بن الأرسوفي ، عن السريّ بن يحيى ، عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان النهدي ، وانظر سير أعلام النبلاء ١ / ٥٢٥ ـ ٥٣٢ حيث قال الذهبي : هذا حديث جيّد الإسناد حكم الحاكم بصحّته.
(٥) أي «سماك بن حرب».
(٦) التاريخ لابن معين ٢ / ٤٢١ ، التاريخ الكبير ٥ / ٢٩٠ ، الجرح والتعديل ٦ / ١٩٨ ، المجروحين ٢ / ١١٣ ، الضعفاء الكبير للعقيليّ ٣ / ٢٤٥ رقم ١٢٤٤ الكامل في ضعفاء الرجال ٥ / ١٨٣٥ ، المغني في الضعفاء ٢ / ٤٥٠ رقم ٤٢٩٠ ، ميزان الاعتدال ٣ / ١١٥ رقم ٥٨٧٣ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٣٤٤.
(٧) في الأصل «العنقري» وفي (ع) «العنقزي» ، وهو الصواب كما في الإكمال لابن ماكولا ٦ / ٩٧