يَعْلَمُ) (١) قالت : فرجع بها ترجف بوادره (٢) حتى دخل على خديجة فقال : زمّلوني (٣) ، فزمّلوه حتى ذهب عنه الرّوع فقال : يا خديجة ما لي! وأخبرها الخبر وقال : قد خشيت عليّ (٤) ، فقالت له : كلّا فو الله لا يخزيك الله إنّك لتصل الرّحم وتصدق الحديث ، وتحمل الكلّ (٥) ، وتعين على نوائب الحقّ ، ثم انطلقت به خديجة إلى ابن عمّها ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى ، وكان أمرا تنصّر في الجاهلية ، وكان يكتب الخطّ العربيّ ، فكتب بالعربية من الإنجيل (٦) ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخا قد عمي.
فقالت : (٧) اسمع من ابن أخيك ، فقال (٨) : يا بن أخي ما ترى؟ فأخبره (٩) فقال ورقة : هذا النّاموس الّذي انزل (١٠) على موسى ، يا ليتني فيها جذعا (١١) حين يخرجك قومك ، قال : أو مخرجيّ هم؟.
قال : نعم ، لم يأت أحد (١٢) بما جئت به إلّا عودي وأوذي ، وإن يدركني يومك (١٣) أنصرك نصرا مؤزّرا.
__________________
(١) سورة العلق ـ الآيات من ١ ـ ٥.
(٢) البوادر : جمع بادرة ، لحمة بين المنكب والعنق.
(٣) في تاريخ الطبري وصفة الصفوة «زمّلوني ، زمّلوني».
(٤) في تاريخ الطبري «أشفقت على نفسي». وفي المنتقى لابن الملا «خشيت على نفسي» وكذا كتب الصحاح.
(٥) في صحيح البخاري «وتكسب المعدوم ، وتقري الضّيف».
(٦) اللفظ في الصحيح «وكان يكتب الكتاب العبرانيّ ، فكتب من الإنجيل بالعبرانيّة.»
(٧) في الصحيح «فقالت له خديجة : يا ابن عم».
(٨) أي ورقة كما في الصحيح.
(٩) في الصحيح «فأخبره رسول الله خبر ما رأى».
(١٠) في الصحيح «نزّل الله».
(١١) في الصحيح «يا ليتني فيها جذعا ، ليتني أكون حيّا إذ». وجذعا ، شابا.
(١٢) في الصحيح «لم يأت رجل قط بمثل ما جئت».
(١٣) في الصحيح «يومك حيّا».