ثم لم ينشب ورقة أن توفّي (١).
فروى الترمذيّ ، عن أبي موسى الأنصاري ، عن يونس بن بكير ، عن عثمان بن عبد الرحمن ، عن الزّهريّ ، عن عروة ، عن عائشة ، سئل النّبيّ صلىاللهعليهوسلم عن ورقة ، فقالت له خديجة : إنّه ـ يا رسول الله ـ كان صدّقك ، وإنّه مات قبل أن تظهر ، فقال ، «رأيته في المنام عليه ثياب بيض ، ولو كان من أهل النّار لكان عليه لباس غير ذلك (٢)».
وجاء من مراسيل عروة أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «رأيت لورقة جنّة أو جنّتين» (٣).
وقال الزّهريّ ، عن عروة ، عن عائشة : «وفتر الوحي فترة ، حتى حزن رسول الله صلىاللهعليهوسلم حزنا شديدا ، وغدا مرارا كي يتردّى من (٤) شواهق الجبال ، وكلّما أوفى بذروة ليلقي (٥) نفسه ، تبدّى له جبريل فقال : يا محمد إنّك رسول الله حقّا ، فيسكن لذلك جأشه ، وتقرّ نفسه ، فيرجع ، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ، فإذا أوفى بذروة جبل تبدّى له جبريل
__________________
(١) وفي الصحيح «وفتر الوحي».
وقد رواه البخاري في صحيحه ١ / ٢١ ـ ٢٧ في بدء الوحي ، وفي الأنبياء ، باب «واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا» ، وفي تفسير سورة «اقرأ باسم ربّك الّذي خلق» ، وفي التعبير ، باب أول ما بدئ به رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الوحي الرؤيا الصالحة ، ومسلم رقم (١٦٠) في الإيمان ، باب بدء الوحي برسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ورواه الترمذي رقم (٣٦٣٦) في المناقب ، باب رقم ١٣ ، وذكر بعضه ابن هشام في السيرة ١ / ٢٦٦ ، وابن سعد في الطبقات ١ / ١٩٤ ، والطبري في تاريخه ٢ / ٢٩٨ ، ٢٩٩ وابن الجوزي في صفة الصفوة ١ / ٧٨ ـ ٨٠ ، نهاية الأرب ١٦ / ١٦٨ ، والسيرة الحلبية ١ / ٢٣٣ ، والبيهقي في دلائل النبوّة ١ / ٣٩٦.
(٢) أخرجه الترمذي في سننه ٣ / ٣٦٩ رقم (٢٣٩٠) كتاب الرؤيا ، باب ما جاء في رؤيا النبي صلىاللهعليهوسلم في الميزان والدلو ، وقال : هذا حديث غريب. وعثمان بن عبد الرحمن ليس عند أهل الحديث بالقويّ.
(٣) رواه ابن الأثير في أسد الغابة ٥ / ٨٩ والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٤١٦.
(٤) في الصحيح ومسند أحمد «من رءوس شواهق».
(٥) في الصحيح والمسند «جبل ليلقي».