«إنّي لأعرف حجرا بمكة يسلّم عليّ قبل أن أبعث». أخرجه مسلّم (١).
وقال الوليد بن أبي ثور وغيره ، عن إسماعيل السّدّيّ ، عن عبّاد بن عبد الله ، عن عليّ رضياللهعنه قال : كنت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بمكة ، فخرج في بعض نواحيها ، فما استقبله شجر ولا جبل إلّا قال : السّلام عليك يا رسول الله. أخرجه التّرمذي (٢) وقال : غريب.
وقال يوسف بن يعقوب القاضي : ثنا أبو الرّبيع ، ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن أنس بن مالك قال : جاء جبرئيل إلى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم وهو خارج من مكة ، قد خضبه أهل مكة بالدّماء ، قال : مالك؟ قال : خضّبني هؤلاء بالدّماء وفعلوا وفعلوا ، قال : تريد أن أريك آية؟ قال : نعم ، قال : ادع تلك الشجرة ، فدعاها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فجاءت تخطّ الأرض حتى قامت بين يديه ، قال : مرها فلترجع إلى مكانها ، قال : ارجعي إلى مكانك فرجعت ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : حسبي. هذا حديث صحيح (٣).
وقال ابن إسحاق (٤) : حدّثني وهب بن كيسان ، سمعت عبد الله بن الزّبير يقول لعبد الله بن عمير بن قتادة اللّيثي ، حدثت أبا عبيد الله عن كيف كان بدء ما ابتدأ به رسول الله صلىاللهعليهوسلم من النّبوّة حين جاءه جبريل ، فقال عبيد الله بن عمير : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يجاور في حراء من كلّ سنة شهرا ، وكان ذلك ممّا
__________________
(١) في صحيحه (٢٢٧٧) كتاب الفضائل ، باب فضل نسب النبي صلىاللهعليهوسلم ، وتسليم الحجر عليه قبل النبوّة ، والترمذي في سننه ٥ / ٢٥٣ رقم ٣٧٠٣ في المناقب ، باب رقم ٢٦ وقال : هذا حديث حسن غريب ، وابن سيد الناس في عيون الأثر ١ / ٨٩ ، والقاضي الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٤٣٩.
(٢) سنن الترمذي ٥ / ٢٥٣ في المناقب ، باب رقم ٢٧ (٣٧٠٥).
(٣) أخرجه ابن ماجة في كتاب الفتن (٤٠٢٨) وقال : في الزوائد : هذا إسناد صحيح ، إن كان أبو سفيان ، واسمه طلحة بن نافع ، سمع من جابر ، وانظر دلائل النبوة للبيهقي ١ / ٤٠٩.
(٤) سيرة ابن هشام ٢٦٧.