وقال ابن إسحاق (١) : ابتدئ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالتنزيل في رمضان ، قال الله تعالى : (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) (٢) ، وقال تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (٣) وقال تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ) (٤).
قال يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق (٥) قال : همز جبريل بعقبه في ناحية الوادي ، فانفجرت عين ، فتوضّأ جبريل ومحمد صلىاللهعليهوسلم ، ثم صلّى ركعتين ورجع ، وقد أقرّ الله عينه ، وطابت نفسه ، فأخذ بيد خديجة ، حتى أتى بها العين فتوضّأ كما توضّأ جبريل ، ثم صلّى ركعتين هو وخديجة ، ثم كان هو وخديجة يصلّيان سرّا ، ثم إنّ عليّا جاء بعد ذلك بيوم (٦) فوجدهما يصلّيان فقال عليّ : ما هذا يا محمد.
فقال : دين اصطفاه الله لنفسه وبعث به رسله فأدعوك إلى الله وحده (٧) ، وكفر باللّات والعزّى.
فقال علي : هذا أمر لم أسمع به قبل اليوم ، فلست بقاض أمرا حتى أحدّث به أبا طالب ، وكره رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يفشي عليه سرّه قبل أن يستعلن عليه أمره ، فقال له : يا عليّ إن لم تسلّم فأكتم ، فمكث عليّ تلك الليلة (٨) ثم أوقع الله في قلبه الإسلام ، فأصبح فجاء إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وبقي يأتيه على خوف من أبي طالب ، وكتم إسلامه.
__________________
(١) سيرة ابن هشام ١ / ٢٧٥.
(٢) سورة البقرة ـ الآية ١٨٥.
(٣) سورة القدر ـ الآية ١.
(٤) سورة الدخان ـ الآية ٣.
(٥) سيرة ابن هشام ١ / ٢٨٣ ، السير والمغازي ١٣٧.
(٦) في السير «بيومين».
(٧) في السير «وإلى عبادته».
(٨) في السير «ثم إن الله».