بقومك ، فإذا أخبرت بأنّي قد خرجت فاتّبعني» أخرجه مسلّم (١).
وقال هاشم بن هاشم ، عن ابن المسيّب ، أنّه سمع سعد بن أبي وقّاص يقول : لقد مكثت سبعة أيام ، وإنّي لثلث الإسلام. أخرجه البخاري (٢).
وقال زائدة ، عن عاصم ، عن زرّ ، عن عبد الله قال : أوّل من أظهر
__________________
(١) وتمامه في صحيحه (٨٣٢) في صلاة المسافرين ، باب إسلام عمرو بن عبسة ، قال : «فذهبت إلى أهلي ، وقدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة ، وكنت في أهلي ، فجعلت أتخبّر الأخبار ، وأسأل الناس حين قدم المدينة ، حتى قدم عليّ نفر من أهل يثرب ، من أهل المدينة ، فقلت : ما فعل هذا الرجل الّذي قدم المدينة؟ فقالوا : الناس إليه سراع. وقد أراد قومه قتله ، فلم يستطيعوا ذلك ، فقدمت المدينة ، فدخلت عليه ، فقلت : يا رسول الله ، أتعرفني؟ قال : «نعم ، أنت الّذي لقيتني بمكة؟» قال : فقلت : بلى ، فقلت : يا نبيّ الله ، أخبرني عمّا علّمك الله وأجهله ، أخبرني عن الصلاة ، قال : «صلّ صلاة الصبح ، ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع ، فإنّها ، تطلع حين تطلع ، بين قرني الشيطان ، وحينئذ يسجد لها الكفّار ، ثم صلّ ، فإنّ الصلاة مشهودة محضورة ، حتى يستقل الظلّ بالرمح ، ثم أقصر عن الصلاة ، فإنّ حينئذ تسجّر جهنّم ، فإذا أقبل الفيء فصلّ ، فإنّ الصلاة مشهودة محضورة ، حتى تصلّي العصر ، ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس ، فإنّها تغرب بين قرني الشيطان ، وحينئذ يسجد لها الكفّار» قال : فقلت : «يا نبيّ الله ، فالوضوء؟ حدّثني عنه ، قال : «ما منكم رجل يقرّب وضوءه فيتمضمض ويستنشق ، فينتثر ، إلّا خرّت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء ، ثم يغسل يديه إلى المرفقين ، إلّا خرّت خطايا يديه مع أنامله مع الماء ثم يمسح رأسه ، إلّا خرّت خطايا رأسه مع أطراف شعره مع الماء ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلّا خرّت خطايا رجليه من أنامله مع الماء. فإن هو قام فصلّى ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ومجّده بالذي هو له أهل ، وفرّغ قلبه لله ، إلّا انصرف من خطيئته كهيئة يوم ولدته أمّه» ، فحدّث عمرو بن عنبسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال له أبو أمامة : يا عمرو بن عبسة : انظر ما تقول! في مقام واحد يعطى هذا للرجل؟ فقال عمرو : يا أبا أمامة لقد كبرت سنّي ، ورقّ عظمي ، واقترب أجلي ، وما بي حاجة أن أكذب على الله ، ولا على رسول الله ، لو لم أسمعه من رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلّا مرة ، أو مرّتين ، أو ثلاثا ، (حتى عدّ سبع مرّات) ما حدّثت به أبدا ، ولكنّي سمعته أكثر من ذلك.
وأخرجه أحمد في مسندة ٤ / ١٢٢ ، وابن سعد في الطبقات الكبرى ٤ / ٢١٥ ـ ٢١٧ ، وانظر سير أعلام النبلاء ٢ / ٤٥٨.
(٢) صحيح البخاري ٤ / ٢١٢ كتاب المناقب ، مناقب سعد بن أبي وقاص ، وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / ١٣٩.